المصطفى الجوي – موطني نيوز
في الآونة الأخيرة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لسائح أجنبي يتم توقيفه من قبل عناصر الدرك الملكي على إحدى الطرق المغربية. وبدلاً من تقدير جهود رجال الأمن في حفظ النظام والقيام بواجباتهم المهنية، تعاطف الكثيرون مع السائح الأجنبي وانهالوا بالشتائم والإهانات على عناصر الدرك.
هذا الموقف يكشف عن حقيقة مريرة، وهي وجود ثقافة راسخة لدى شريحة واسعة من المجتمع المغربي تقدس كل ما هو أجنبي وتفضله على المواطن المغربي، حتى لو كان ذلك على حساب الوطن أو أبنائه. فبينما نرى التعاطف مع السائح الأجنبي، لا نجد نفس التعاطف مع رجال الدرك الملكي او الأمن الوطني الذين يضحون بأرواحهم من أجل حماية المواطنين والمقيمين على أرض المغرب.
لنتخيل لو كان المواطن المغربي سائحاً في بريطانيا أو أمريكا أو أي دولة أوروبية، وتم توقيفه من قبل رجال الأمن هناك لإجراء المراقبة الروتينية. هل كان سيجرؤ على تصوير رجال الأمن بكاميرته الخاصة وعرضهم على تطبيقات التواصل الاجتماعي؟ بالتأكيد لا، لأن المواطنين في تلك الدول سيناصرون رجال أمنهم ويصفون السائح المغربي بألفاظ عنصرية وهمجية، وقد تقوم السلطات بحظر تجواله وترحيله من أراضيها.
لذلك، يجب أن نقف إلى جانب رجال الدرك الملكي الذين لم يقوموا سوى بواجبهم المهني على الطريق وليس من حق الاجنبي أن يصورهم دون اذنهم لأن هذا يجرمه القانون، وبما ان هذا السائح يعيش بيننا فلابد من ان يمتثل لقانون البلد الذي يقيم فيه. الجميل والذي لم يتطرق له من يقدسون الاجنبي، لم يظهر الفيديو أي اعتداء منهم على السائح سواء كان الاعتداء لفضيا أو جسديا أو سلب ممتلكاته الخاصة. هؤلاء الرجال يساهمون يومياً في استتباب الأمن وحماية المواطنين والمقيمين على أرض المغرب، ويتحملون مشاق عملهم بكل شرف واقتدار. وعلى القيادة العامة للقوات المسلحة والدرك والأمن أن يفهموا هذا، وأن الدركي ليس بالحائط القصير حتى يتجاوزه ويقفز عليه كل من هب ودب.
آن الأوان لنتحرر من عقدة تقديس الأجنبي ونقدر جهود أبناء وطننا الذين يعملون بجد واجتهاد لخدمة هذا الوطن وحمايته. فالمساواة والعدالة تقتضي أن نعامل الجميع بنفس المقياس، دون تمييز أو تفضيل للأجنبي على المواطن المغربي.