وليد بدران – موطني نيوز
في مثل هذا الوقت من عام 1899، توفي رجل الأعمال الشهير ومؤسس وكالة رويترز للأنباء، بول يوليوس رويتر الذي تمتع بمسيرة مهنية متميزة امتدت لأكثر من خمسين عاما وكان من أكثر الشخصيات تأثيرا في وسائل الإعلام، ويستمر إرثه من خلال وكالته التي لا تزال تؤدي دورها في توفير أخبار دقيقة وفي الوقت المناسب للملايين حول العالم.
من هو بول يوليوس رويتر؟
تقول دائرة المعارف البريطانية إن بول يوليوس، البارون فون رويتر وُلد باسم إسرائيل بير يوشافاط في 21 يوليو/تموز من عام 1816 في كاسل في ألمانيا، وتوفي في 25 فبراير/شباط من عام 1899 في نيس بفرنسا، وهو مؤسس ألماني المولد لإحدى وكالات الأنباء الأولى التي لا تزال تحمل اسمه، وهو من أصل يهودي وقد أصبح مسيحيا في عام 1844 واتخذ اسم رويتر.
وبصفته كاتبًا في بنك عمه في غوتنغن بألمانيا، تعرّف رويتر على عالم الرياضيات والفيزياء البارز كارل فريدريش غاوس. في ذلك الوقت، كان غاوس يختبر التلغراف الكهربائي، الذي أصبح مهما بشكل متزايد في نشر الأخبار.
في أربعينيات القرن التاسع عشر، أصبح شريكا في دار نشر صغيرة في برلين حملت اسم رويتر وستارغاردت. وفي بداية ثورات 1848 التي اجتاحت القارة الأوروبية قامت المكتبة بنشر العديد من الكتيبات السياسية التي أثارت حفيظة السلطات. وفي وقت لاحق من ذلك العام، غادر إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث عمل لفترة وجيزة كمترجم لمقتطفات من المقالات وأخبار الأعمال وإرسالها إلى الصحف في ألمانيا.
وفي عام 1849، وبعد عودته إلى ألمانيا أطلق في آخن خدمة إخبارية باستخدام التلغراف الكهربائي. وفي عام 1850، أسس خدمة الحمام الزاجل بين آخن وبروكسل وذلك باستخدام أسراب من الحمام الزاجل بلغ عدده 200 حمامة، وكانت تلك المنطقة تمثل نقطة النهاية لكل من خطوط التلغراف الألمانية والبلجيكية.
وفي عام 1851، انتقل رويتر إلى إنجلترا حيث أطلق خدمة رويترز البرقية وافتتح مكتباً له بالقرب من بورصة لندن، وذلك بمساعدة صبي صغير عمره 11 عاما. وفي البداية اقتصر عمله على خدمة الأخبار التجارية والأعمال حيث وفر هذه الخدمة للبنوك ومكاتب السمسرة والشركات التجارية الرائدة.
ولكن مع ازدهار الصحف اليومية، بدأ يعمل على التوسع وجذب تلك الصحف إلى خدماته.
في عام 1858، أصبحت صحيفة لندن مورنينغ أدفايسر أول زبون صحفي يشترك في خدمة رويترز. بعد ذلك، أصبحت الصحف أكثر من أي وقت مضى عملاء لوكالته.
وقد نجح رويتر في إقناع العديد من الناشرين بالاشتراك في خدمته. وجاء أول نجاح كبير له في عام 1859 عندما نقل إلى لندن نص خطاب نابليون الثالث الذي أنذر فيه بحرب بيدمونت النمساوية الفرنسية في إيطاليا.
وقد مكن انتشار الكابلات الموجودة تحت سطح البحر رويتر من توسيع خدمته إلى قارات أخرى. وتجلت أهمية وكالة رويترز للصحف ليس فقط في الأخبار المالية التي قدمتها، ولكن أيضا في قدرتها على أن تكون أول من ينقل أخبارا ذات أهمية دولية، كما حدث عام 1865 عندما نشرت الوكالة نبأ اغتيال الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن قبل منافساتها.
بعد عدة سنوات من المنافسة، وافق رويتر وهافاس الفرنسي وولف الألماني على تقسيم جغرافي لمجال تغطية كل من هذه الوكالات، مع تغطية هافاس وولف لبلديهما وأجزاء من أوروبا وأمريكا الجنوبية. وقد احتكرت الوكالات الثلاث فعليا خدمات الصحافة العالمية لسنوات عديدة.
وفي عام 1871، حصل رويتر على لقب البارون، وتقاعد من منصبه كمدير عام للوكالة في عام 1878.
وفي عام 1883 بدأت رويترز في نقل البرقيات الكهربائية إلى صحف لندن، وفي عام 1923 كانت رائدة في استخدام الراديو لنقل الأخبار دوليا.
الوكالة الآن
تقول وكالة رويترز عن نفسها إنها توفر معلومات موثوقة تمكن من اتخاذ قرارات صائبة وذلك من خلال تغطية لا مثيل لها بأكثر من 16 لغة ووصول ملايين الأشخاص إليها كل يوم. ومنذ تأسيسها في عام 1851، التزمت رويترز بمبادئ الثقة والاستقلال والحياد والتحرر من التحيز، وعملت بلا كلل على نقل الأخبار من مصادرها إلى جميع أنحاء العالم.
وتحمل الوكالة حاليا اسم طومسون رويترز، وهي شركة خدمات معلومات كندية مقرها في العاصمة الكندية تورنتو.
قبل ذلك مرت الوكالة بالعديد من المحطات. ففي عام 1925، استحوذت برس أسوشيشن، وهي منظمة تمثل الصحافة الإقليمية لبريطانيا العظمى، على حصة الأغلبية في رويترز، ثم على الملكية الكاملة بعد ذلك بعدة سنوات.
ولطالما كانت الشركة مستقلة ولديها مبادئ واضحة لجميع مراسليها بشأن التقارير الموضوعية. ومع ذلك، خلال الحربين العالميتين، تعرضت لضغوط من الحكومة البريطانية لخدمة المصالح الوطنية. وفي عام 1941، تمكنت رويترز من التخلص من الضغط عن طريق إعادة هيكلة نفسها كشركة خاصة.
فقد باعت الرابطة نصف رويترز لجمعية مالكي الصحف، التي كانت تمثل الصحافة الوطنية في بريطانيا. وفي عام 1947، امتدت الملكية المشتركة لتشمل الجمعيات التي تمثل الصحف اليومية في أستراليا ونيوزيلندا.
وأصبحت رويترز إحدى وكالات الأنباء الكبرى في العالم حيث توفر النصوص والصور للصحف ووكالات الأنباء الأخرى ومحطات البث الإذاعي والتلفزيوني. وقدمت، بشكل مباشر أو من خلال وكالات الأنباء الوطنية، الخدمة لمعظم البلدان، ووصلت فعليا إلى جميع الصحف الرائدة في العالم وعدة آلاف من الصحف الصغيرة.
وفي الستينيات من القرن الماضي، أصبحت رويترز واحدة من أولى وكالات الأنباء التي تستخدم أجهزة الكمبيوتر لنقل البيانات المالية إلى الخارج ، وفي عام 1973 بدأت في توفير شاشات الكمبيوتر لأسعار الصرف الأجنبي للعملاء. وفي وقت لاحق، في عام 1981، مُنحت الوكالة القدرة على إجراء المعاملات الإلكترونية عبر شبكتها.
وفي عام 1984، أصبحت رويترز شركة مدرجة في بورصة لندن (إل إس إي) وناسداك.
وفي عام 2008 ، اندمجت رويترز مع شركة النشر الكندية على الإنترنت طومسون كوربوريشن لتشكيل طومسون رويترز، ولكن مازال يُشار إلى هذه الوكالة العالمية عادة باسم رويترز، وقد انسحبت الشركة الموحدة من بورصتي لندن وناسداك في عام 2009 وهي الآن مدرجة في بورصتي تورنتو ونيويورك.
وبالإضافة إلى الحفاظ على نشاط وكالات الأنباء التقليدية، تعد طومسون رويترز الآن مصدراً رئيسيًا للمعلومات المالية، سواء التاريخية أو الحالية، للشركات والحكومات والأفراد في جميع أنحاء العالم.
وقد كانت رويترز أول من التقط بعضاً من أبرز اللحظات التاريخية مثل اغتيال لينكولن بالرصاص، وتنديد خروتشوف بستالين، وسقوط جدار برلين وغيرها الكثير.
حقائق عن رويترز
- تُعد رويترز أكبر مصدر للأخبار متعدد الوسائط في العالم حيث يقوم كل يوم 2500 صحفي في ما يقرب من 200 موقع حول العالم بتوفير تغطية إخبارية دولية ووطنية.
- كل يوم ، تتم قراءة أخبار رويترز ومشاهدتها من قبل أكثر من 1 مليار شخص في جميع أنحاء العالم.
- منصات رويترز المتعددة تصل إلى أكثر من 750 مذيعا تلفزيونيا في 115 دولة.
- من بين عملائها هناك أكثر من 1000 صحيفة، بما في ذلك 13 من أفضل 15 صحيفة على مستوى العالم.
- مليون زائر شهري فريد لموقعها على الإنترنت.
- مليون مستخدم نشط لتلفزيون رويترز.