المصطفى الجوي – موطني نيوز
في ظل الأزمة الحالية التي تعصف بالكيان الإسرائيلي، يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه تحديات غير مسبوقة، حيث يتخبط في مستنقع سياسي يهدد باستقرار حكومته وربما بسقوطها.
تتمحور الأزمة حول عدة قضايا شائكة، أبرزها مسألة تجنيد أبناء الحريديم (اليهود المتشددين) في الجيش الإسرائيلي. فبينما تطالب بعض الأحزاب اليمينية المتشددة بإلزامية التجنيد للحريديم، ترفض الأحزاب الحريدية ذلك بشدة، مهددة بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في حال تم فرض هذا القانون.
ولا تقتصر التحديات على هذه القضية فحسب، بل تمتد لتشمل الملفات السياسية والأمنية الحساسة، حيث يُتهم نتنياهو بتركيز السلطات بيده وعدم الاستماع لمستشاريه السياسيين. فعلى سبيل المثال، أثار قراره الأخير بإلغاء إرسال وفد إسرائيلي إلى الولايات المتحدة غضب الإدارة الأمريكية، في خطوة وصفت بأنها إهانة دبلوماسية لحليف استراتيجي.
وفي محاولة لإلقاء اللوم على حركة حماس، برر نتنياهو قراره بأنه رد فعل على تصريحات الحركة الأخيرة. إلا أن هذا التبرير لم يقنع الخبراء السياسيين الذين حذروا من عواقب سياسات نتنياهو الأحادية.
ويرى المراقبون أن خشية نتنياهو من محاسبته على قضايا فساد بارزة، تدفعه إلى تشديد قبضته على مقاليد الحكم، في خطوة قد تؤدي إلى انفراط عقد الائتلاف الحكومي الهش. فالتهديدات المتكررة من قبل بعض الوزراء بالانسحاب تبدو مجرد أفلام في ظل إدراكهم لخطورة هذا الخيار في ظل الظروف الراهنة.
لكن الضغوط الشعبية المتصاعدة، خاصة من قبل الحريديم، قد تكون العامل الحاسم في تقرير مصير الحكومة الإسرائيلية. فإذا ما أصر نتنياهو على سياساته الحالية، فإنه قد يواجه انهيارًا محتملًا لحكومته، مما سيفتح الباب أمام فوضى سياسية لا حدود لها، كما يحذر المراقبون.
في النهاية، يبدو أن الأزمة الداخلية في إسرائيل قد وصلت إلى طريق مسدود، حيث لا يمكن لنتنياهو تجاهل المطالب المتصارعة دون المخاطرة بمستقبل حكومته. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، قد يضطر للمراهنة على حل وسط يرضي جميع الأطراف، وإلا فإن البديل قد يكون انهيار النظام السياسي الإسرائيلي برمته.