المصطفى الجوي – موطني نيوز
نسلط الضوء اليوم على حالة كارثية شاهدناها بأم أعيننا في مركز محمد السادس للسرطان بالدار البيضاء وتحديدا بقسم التداوي بالأشعة أو ما يعرف ب”البولة”.
في وقت تترأس فيه المملكة المغربية الشريفة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، كان الواقع الميداني في هذا المركز العلاجي يحط من قيمة الروح الإنسانية وكرامتها. فما شاهدناه كان أشبه بلوحة تعبيرية عن معاناة مرضى السرطان الذين يواجهون غياب الحد الأدنى من شروط الاحترام والإنسانية.
تحديداً في قسم الاشعة “البولة”، حيث أثار انتباهنا وجود مرحاض واحد فقط مختلط (إناث وذكور) مخصص لأكثر من 60 مريضاً يومياً، في غياب تام للإنارة والنظافة. روائح كريهة تزكم أنوف المرضى ذوي المناعة الضعيفة أصلاً. أحد المرضى أكد لنا أن هناك مرافق صحية أخرى بمواصفات غير تلك المخصصة لعموم الناس لكن للأسف في خدمة الأطر الطبية والشبه طبية، وممنوعة عن المرضى لان نصيبهم الظلام وانقطاع الماء والروائح الكريهة.
لقد أفقدت هذه المعاملة المهينة المرضى إيمانهم بحقوقهم الإنسانية الأساسية حتى في أحلك الظروف. فحتى في فترات الاستعمار لم يصل الأمر إلى حرمان الناس من حقهم البيولوجي في الاستراحة داخل مرافق صحية لائقة تحفظ كرامتهم.
لكن للأسف هذا الواقع المرير هو نتيجة حتمية لغياب المراقبة والمحاسبة المسؤولين عن هذه المؤسسة الحيوية. لذا ندعو السيد الوزير خالد آيت الطالب إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الممارسات المهينة للمواطنين المغاربة المتضررين، والذين أجبرتهم ظروفهم الاقتصادية الصعبة على اللجوء إلى مستشفيات عمومية تديرها بعض الأيادي الغير مبالية بآلام الآخرين.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح ما هو دور عاملات النظافة؟ ولماذا لا تتم صيانة المرافق الصحية بالمستشفيات العمومية؟ ومن يتحمل المسؤولية؟.