المصطفى الجوي – موطني نيوز
وصلت إلى ميناء غزة الجديد سفينة تحمل شحنة مساعدات إنسانية قادمة من قبرص، في خطوة تبدو إنسانية للوهلة الأولى، لكنها قد تكون جزءًا من مخطط خطير يهدد مستقبل قطاع غزة ويعزز الحصار المفروض عليه.
يأتي إنشاء ميناء جديد في غزة بالقرب من الشارع الأمني الذي أقامته إسرائيل لفصل شمال القطاع عن جنوبه، بدلًا من استخدام الميناء الرئيسي في مدينة غزة، ليخدم مصالح إسرائيل في حصار المدنيين الفلسطينيين وتجويعهم، حسب ما أكدته مصادر فلسطينية.
وتشير المعلومات إلى أن الفكرة الإسرائيلية التي طُرحت في بداية الحرب على غزة، تنفذها الولايات المتحدة الآن تحت غطاء إنساني، مستغلة معاناة الفلسطينيين وحاجاتهم للطعام، كبداية لمشروع لاستبدال معبر رفح البري والتحكم في حركة الأفراد والبضائع، وبديلًا عن معبر كرم أبو سالم في إدخال المساعدات، في مرحلة تمهد الطريق لاجتياح رفح والسيطرة على محور “فيلادلفيا” الحدود المصرية الفلسطينية.
وستكون السيطرة على هذا المحور ورقة مساومة جديدة وقوية تضاف إلى ورقة فصل شمال غزة عن بقية القطاع في المفاوضات المستقبلية مع المقاومة الفلسطينية، في ما يعتبر الحدث الأكبر والأخطر منذ بداية الحرب على قطاع غزة، والمصيبة الكبرى أن الجميع غير مدرك لحجم هذه الكارثة في الوقت الراهن بسبب الخلفية الإنسانية لهذا المشروع.
وعليه تحذر الأوساط الفلسطينية من أن هذه الخطوة قد تكون بداية لمرحلة جديدة من السيطرة الإسرائيلية على غزة وفرض حصار مشدد عليها، مستغلة الدعم الأمريكي والغطاء الإنساني المزيف، داعية المجتمع الدولي للتحرك لوقف هذا المخطط قبل فوات الأوان.