المصطفى الجوي – موطني نيوز
في عصر الخلافة الأموية بالأندلس، برز اسم قائد عسكري كبير لم ينل حقه من التاريخ، هو غالب بن عبد الرحمن الناصري. هذا البطل الذي ظل وفياً لنهج الخلفاء الأمويين حتى النهاية المأساوية.
يعتبر غالب الناصري من أبرز الموالي المروانيين في عهدي الخليفتين عبد الرحمن الناصر وابنه الحكم المستنصر بالله. فقد وصل إلى مكانة لم يصل إليها قائد أندلسي آخر من قبل، حتى أن الحكم المستنصر اعترافاً بكفاءته أسند إليه قيادة الجيوش الأندلسية.
لعب غالب دوراً محورياً في أحداث الأندلس والمغرب خلال تلك الفترة المضطربة. ففي بداية حكم الحكم المستنصر، انحاز غالب إلى جانب المنصور بن أبي عامر للإطاحة بالمصحفي أول وزراء المستنصر. لكن سرعان ما اندلع صراع طاحن بين غالب والمنصور بعد أن بدأ الأخير بالتدخل في شؤون الحكم.
استمر هذا الصراع الدموي لسنوات عديدة، مع تحالف غالب مع القبائل المتمردة ضد سلطة المنصور. وفي نهاية المطاف، نجح المنصور في إلقاء القبض على غالب وإعدامه بطريقة وحشية سنة 981م، بعد فشل محاولة أخيرة للصلح.
بمقتل غالب الناصري، فقدت دولة الإسلام في الأندلس قائداً من أعظم قوادها، سواء في الجهاد البري أو البحري. فقد لعب دوراً هاماً في أحداث التاريخ الإسلامي بالأندلس والمغرب في أزهى فتراته، قبل أن يبدأ الضعف والاضمحلال الذي أدى في نهاية المطاف إلى سقوط دولة الخلافة سنة 1031م.
وبرغم بسالته وشجاعته، ظل غالب بن عبد الرحمن الناصري مجرد اسم في هوامش التاريخ، بينما نال المنصور بن أبي عامر الذي قتله شهرة واسعة كأحد أقوى حكام الأندلس على الإطلاق.