المصطفى الجوي – موطني نيوز
لهذا تعتبر حالات السرطان من أكثر الأمراض خطورة وإثارة للجدل في عالم الطب. وفقًا لنظرية جديدة، قد يكون السرطان في الواقع آلية للجسم للحماية من السموم والضغوطات البيئية بدلاً من كونه مرضًا قاتلاً.
تفترض هذه النظرية أن تراكم السموم في الجسم من خلال النظام الغذائي وأنماط الحياة والإجهاد يتطلب مكانًا لاحتوائها. لذلك يقوم الجسم بإنشاء أورام لتجميع هذه السموم وعزلها عن باقي أنسجة الجسم، في محاولة للحفاظ على سلامتك.
وفقًا لهذا الافتراض، فإن السرطان لا يحاول قتلك، بل يريد حمايتك وإنقاذ حياتك عن طريق احتواء السموم في مكان محدد بعيدًا عن أعضائك الحيوية.
المشكلة تكمن في الطريقة التي يتم بها تشخيص وعلاج السرطان حاليًا. عندما يكتشف الأطباء وجود ورم، فإن أول خطوة هي أخذ “خزعة” أو عينة من الورم لتحديد ما إذا كان سرطانيًا أم لا. لكن هذا الإجراء قد يفتح الورم ويسمح للخلايا السرطانية والسموم بالانتشار في جميع أنحاء الجسم.
بدلاً من ذلك، تقترح النظرية أنه يجب استئصال الورم جراحيًا بالكامل دون فتحه، سواء كان سرطانيًا أم لا، لمنع انتشار السموم. كما تنتقد هذه النظرية استخدام العلاجات القاسية مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، والتي قد تضر بالجسم أكثر مما تنفعه.
وعلى الرغم من أن هذه النظرية لا تزال غير مقبولة على نطاق واسع في المجتمع الطبي، إلا أنها تطرح تساؤلات مهمة حول فهمنا الحالي للسرطان وكيفية علاجه. قد تكون هناك حاجة إلى إعادة النظر في نهجنا تجاه هذا المرض القاتل، وإيلاء المزيد من الاهتمام للأسباب الجذرية وراء ظهور الأورام، بدلاً من التركيز فقط على قتل الخلايا السرطانية.
وتكشف هذه النظرية عن الحاجة إلى مزيد من البحث والتفكير النقدي في مجال علاج السرطان، حيث قد تكون الحلول غير التقليدية هي المفتاح لتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة وجودة الحياة للمرضى.
إن فكرة أن السرطان هو في الواقع آلية دفاعية للجسم قد تبدو غريبة للوهلة الأولى. لكن إذا نظرنا إلى الأمر عن كثب، فإن هذه النظرية تقدم شرحًا منطقيًا لسبب تشكل الأورام.
فكما ذكرنا، يُفترض أن تراكم السموم في الجسم، سواء من الغذاء الضار أو التلوث البيئي أو الإجهاد المزمن، يحتاج إلى مكان آمن للاحتواء. وبدلاً من السماح لهذه السموم بالتجول في مجرى الدم وإلحاق الضرر بالأنسجة والأعضاء الحيوية، يقوم الجسم بتجميعها في كتلة واحدة تسمى “ورم”.
ويمكن اعتبار هذا الورم بمثابة “حاوية سموم” تقوم بحماية باقي الجسم من التعرض للسموم المحتملة. ومن هذا المنظور، فإن السرطان ليس عدوًا يجب محاربته، بل آلية نبيلة يستخدمها الجسم للبقاء على قيد الحياة.
لكن المشكلة تكمن في أن الطريقة التقليدية لتشخيص وعلاج السرطان قد تكون في الواقع أكثر ضررًا من نفعًها. فعندما يأخذ الطبيب “خزعة” أو عينة من الورم، فإنه يفتح “حاوية السموم” ويسمح بانتشار محتوياتها السامة في جميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
بدلاً من ذلك، تقترح هذه النظرية أنه يجب التعامل مع الأورام بحذر شديد، واستئصالها جراحيًا بالكامل دون فتحها، بغض النظر عما إذا كانت سرطانية أم لا. لأن في النهاية، فإن الورم هو مجرد عرض لمشكلة أكبر، وهي تراكم السموم في الجسم.
أما العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، فقد تكون ضارة أيضًا لأنها تهاجم الجسم بالمزيد من السموم، بدلاً من معالجة السبب الجذري للمشكلة.
بدلاً من ذلك، تؤكد هذه النظرية على أهمية اتباع نظام غذائي صحي وأسلوب حياة خالٍ من الإجهاد قدر الإمكان، للحد من تراكم السموم في الجسم في المقام الأول. كما تدعو إلى البحث عن طرق علاجية أكثر طبيعية وأقل ضررًا، مثل العلاجات المناعية والعلاجات المستمدة من الأعشاب.
في حين أن هذه النظرية لا تزال غير مقبولة على نطاق واسع في المجتمع الطبي التقليدي، إلا أنها تثير تساؤلات مهمة حول فهمنا الحالي للسرطان وكيفية علاجه بشكل أكثر فعالية وأمانًا. قد يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في نهجنا تجاه هذا المرض المعقد، والاستفادة من رؤى جديدة قد تساعدنا على تحسين نتائج العلاج وجودة الحياة للمرضى.
ختاما أقول أن أي تشخيص لوجود ورم ما خبيثا كان أو حميد. لابد من إخضاع المريض لعملية جراحية لإستئصاله دون أخذ أي خزعة، حتى لا تفتح حاوية السموم (الورم) وبالتالي إنتشار ما بداخلها على كل الجسم.