المصطفى الجوي – موطني نيوز
أنا أكتب اليوم هذه المقالة بغضب شديد بسبب ارتفاع الأسعار في المغرب. لقد وصلت الأسعار إلى مستويات غير مقبولة وغير مستحقة، وتؤثر بشكل سلبي على حياة الناس العاديين والفقراء.
فالحكومة المغربية هي المسؤولة عن حماية حقوق المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم، ولكن للأسف فإنكم فشلتم في ذلك. لقد أصبح من الصعب على الناس شراء الطعام والملابس والأدوية وغيرها من الضروريات الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار.
أعلم أن هناك أسباباً مختلفة لارتفاع الأسعار، ولكن الحكومة يجب أن تعمل بجد لإيجاد حلول فعالة وسريعة لهذه المشكلة. يجب عليكم العمل على زيادة الإنتاج وتحسين التوزيع لتوفير المزيد من السلع الأساسية بأسعار معقولة. وإلا ما دور مخطط المغرب الأخضر الذي نهبت أمواله، لدرجة اصبحنا نستورد “الجاموس” من البرازيل، فمتى كان الشعب المغربي يتغذى على الجواميس؟. فأين الخلل؟ ومن يجب أن يحاسب ويعاقب في ميدان عام؟ أليس هو رئيس الحكومة الذي جلس على قلوب المغاربة لأزيد من خمسة عشر سنة بوزارة الفلاحة، وهو نفسه من سلمها للكاتب العام بذات الوزارة ليصبح وزيرا للفلاحة و هو رئيسا للحكومة.
لقد تم تفريغ جيوب المواطنين الفقراء بشكل كبير وهذا غير مقبول. يجب على الحكومة تحمل مسؤوليتها واتخاذ إجراءات فورية لإنهاء هذا الوضع المأساوي. نحن بحاجة إلى حكومة وطنية شعبية وليست رأسمالية لتعمل بجد لخدمة مصالح الناس وحماية حقوقهم.
أرجو أن تتخذوا إجراءات فعالة وسريعة لحل هذه المشكلة. إذا لم تفعلوا ذلك، فسوف ينفجر غضب الناس وسوف يصبح من الصعب عليكم السيطرة عليه. يجب عليكم أن تسمعوا صوتنا وتعملوا لصالحنا. لا لصالح “الباطرونا” والموالين لكم ولأحزابكم، لن ما يحز في النفس ليس حزبكم الحاكم بل حزب الإستقلال الذي خان المغاربة وسلمهم قربانا لحزب زرقاء اليمامة.
لأن السيل وصل الزبى ولا يمكن للمواطنين العاديين تحمل تكاليف الحياة المرتفعة بينما تستمر الحكومة في الحصول على مزيد من الأموال والترف الفاحش وإغراق البلاد في الديون. يجب عليكم أن تعيشوا في الواقع وتتفهموا ما يعانيه المواطنون اليوم. بالأمس أحرق فنان مغربي نفسه أمام وزارة الثقافة و لا من مجيب، وكأن الذي حرق ليس نفسا بشرية و لا يحمل الجنسية المغربية. علما أن حاملي الجنسيات الأخرى باتوا أفضل من المغاربة بكثير.
إذا كنتم لا تستطيعون توفير السلع الأساسية بأسعار معقولة، فما هي وظيفتكم؟ ما هي قيمتكم للمجتمع؟ إذا لم تستطيعوا حماية حقوق المواطنين، فلا يوجد أي داعي لوجودكم. فأنتم عالة على المجتمع تأكلون وتصرفون وتسافرون وتعيشون حياة الترف وتدرسون أولادكم خارج البلاد، على حساب جيوب دافعي الضرائب من المستضعفين في المغرب.
يجب عليكم أن تتحملوا مسؤوليتكم كحكومة وتتحركوا بشكل سريع لحل هذه المشكلة. لا يمكن لأي بلد أن ينجح إذا لم يكن لديه حكومة تعمل بجد وتحمي حقوق المواطنين. لذا عليكم أن تتحركوا الآن قبل فوات الأوان.
لن يسمح المواطنون بالبقاء صامتين ومشاهدة افشل حكومة منذ الإستقلال تتفرج على ارتفاع الأسعار والموت البطيئ الذي يعيشه الشعب المغربي المقهور. إذا لم تتحركوا بشكل فعال لحل هذه المشكلة، فستواجهون غضباً شعبيا شديداً واحتجاجات لا يمكن التحكم فيها. فلا تسمحوا بحدوث ذلك، وتحركوا الآن لتحسين حياة المواطنين وتقديم الدعم اللازم لتخفيض الأسعار وتحسين الأوضاع.
لا يجب علينا أن نستمر في العيش في مجتمع يعاني من ارتفاع الأسعار والفقر والتهميش. يجب أن نتحرك جميعاً للمطالبة بتحقيق العدالة وتوفير الحياة الكريمة للجميع، وهذا لن يتحقق إلا من خلال العمل الجماعي والتعاون بين المواطنين والحكومة.
إذا كنتم حقاً تريدون التغيير وتحسين المعيشة في البلاد، فعليكم بالتحرك الآن واتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيض الأسعار وتحقيق العدالة والسلم الاجتماعيين. لا تترددوا في اتخاذ القرارات الصعبة والعمل بجدية وإصرار لتحسين حياة المواطنين وضمان مستقبل أفضل للجميع.
لقد تأكد للمغاربة بأنكم حكومة كاذبة وفاشلة، وصحة كل ما صرح به والي بنك المغرب والمندوب السامي للتخطيط، وعليه أقول لكم لا يجوز إخفاء الحقيقة فقد حطمتم كل الأرقام القياسية في الكذب و الخداع و الفشل. أقول بشكل عام، أن توفير المعلومات الدقيقة والشفافة للمواطنين حول التضخم وغيرها من القضايا الاقتصادية يعد أمرًا مهمًا لتمكين المواطنين من اتخاذ القرارات المناسبة والتعامل بشكل أفضل مع الواقع الاقتصادي المعاش.
وبالتالي، فإن توفير المعلومات الدقيقة والشفافة حول التضخم يعد جزءًا أساسيًا من مسؤولية الحكومة في تعزيز الثقة بين المواطنين والحكومة وتحقيق الشفافية والعدالة الاجتماعية. لكننا فقدنا فيكم الثقة، فأنتم حفنة من الرأسماليين الذين لا تفقهون في السياسة شيء، بل كل همكم هو تنمية أرصدتكم البنكية وحماية من يمولون حملاتكم الانتخابية. وما قام به والي بنك المغرب برفع من سعر الفائدة إلى 3% فقد أضر بمصالحكم. وسيفقدكم أعصابكم لأن بهذا الاجراء تكونوا أنتم المستهدفين لا عامة الشعب.
تاريخيًا، لم تسبقكم أن حكومة مغربية للإنجازات الفاشلة و المخربة التي قمتم وتقومون بها. فالاستثناء الوحيد عالميا من حيث كذب الحكومات على المواطنيها بشأن التضخم والأسعار. واحدة مشهورة هي حالة ألمانيا في سنة 1920، حيث تعرضت البلاد لأزمة اقتصادية حادة نتيجة الحرب العالمية الأولى، وتم استخدام الكذب على المواطنين حول الأسعار لتقليل الاضطرابات الاجتماعية والتحكم في الاستقرار السياسي.
فألمانيا كذبت لأنها كانت في حالة حرب مع العالم، فما هي ذريعتكم أنتم؟ حالات الكذب والتضليل فيما يتعلق بالأسعار والتضخم التي وصلتم لها مقززة وتشعر المواطن بالغثيان منكم ومن تصرفاتكم، ولكن يجب الإشارة إلى أن هذه الممارسات غير مقبولة وتتعارض مع الشفافية والنزاهة في الحكومة والقيادة. لأن الشعب المغربي قوي وصلب وسبق له وأن مر من العديد من الأزمات وسنوات الجوع وحتى الرصاص وتأقلم معها. لكن التاريخ لن يرحمكم ولن يتذكركم الأجيال القادمة سوى بقبحكم و خبثكم وكذبكم وقلة حيلتكم في تدبير الشأن الوطني. فـ “الصدق في التجارة يعمر الدار، والكذب يهدمها” وبتصرفاتكم تلك تهدمون الدار.