المصطفى الجوي – موطني نيوز
الكل يتساءل، من هو الصحابي الذي أرسل الله له جيشاً من النحل لحمايته من المشركين؟!! والذي وللأسف القليل منا يعرفه.
وكما هو معروف بحسب كتب التاريخ ففي معركه بدر نصر الله المسلمين على المشركين نصرا عظيما كان له تأثير عظيم في نفوس مشركين قريش.
فكيف بجيش مكون من 300 جندي أغلبهم يخوضوا معركتهم الأولى أن يهزم جيش قريش ويقتلون كبارهم.
لكن قريش لم تسكت فأعدت العدة في غزوة أحد وقررت أن تخرج و تلاقي رسول الله وجيش المسلمين ساعيين في رد ثأرهم بعد ما أصابهم في بدر فخرجت قريش عن بكرة أبيها بكل فرسانها وقادتها ورجالها وحتى نسائها لكي يعطون الفرسان والرجال الحافز للقتال ولا يكون هنالك مجال لهم للهرب فأما الموت أو النصر..
وكان ممن خرجنّ من النسوة. سلافة بنت سعد معها زوجها طلحة وأولادها الثلاثة مسافع و الجلاس وكلاب وقفت سلافة مع النساء في مؤخرة الصفوف واولادها وزوجها في المقدمة مع بقية الفرسان وبدأت المعركة وحمي الوطيس وكثر القتلى من الجانبين حتى أنتهت المعركه تماما، وكان عدد الشهداء من المسلمين كبير كانت نساء المشركين يمثلون بجثث الشهداء بمعنى أنهم كانو يقطعون أذانهم ويشقون صدورهم وبطونهم ويشوهون جثث الشهداء الكرام.
إلا سلافة. لم تكن منهم وكانت تهرول في كل مكان للبحث عن أبنائها والإطمئنان عليهم. فكانت تتصفح وجوه القتلى بحثا عن أبنائها أو زوجها فكان أول من وجدت هو زوجها وكان ملطخ بدمائه صريع على الارض ميت فجن جنونها وأكملت البحث عن أبنائها فوجدت مسافع وكلاب قد فارقا الحياة وجنت أكثر وأخذت تبحث عن الجلاس حتى وجدته وكان يلفظ أنفاسه الاخيرة.
فلمّا وصلت إليه وضعت رأسه على حجرها وهي تردد من صرعك يا بني؟؟ ولكن أصاباته البالغة منعته من الإجابة وأصبحت تلح عليه وتردد من صرعك يابني حتى رد عليها وقال :
صرعني عاصم بن ثابت ثم صرع أخي مسافع..ولم يكمل الجلاس كلامه حتى مات. جنت سلافة تماما وأقسمت باللات والعزة على أن تنتقم لإبنائها من هذا الرجل “عاصم بن ثابت” مهما كلفها الأمر وأن لا يهدأ لها بال حتى تشرب من جمجمته الخمر ثم نذرت لمن يأسره أو يجلب لها رأسه، أن تعطيه مايشاء من المال والذهب وتغنيه حتى يرضى…
فأنتشر الخبر بين العرب المشركين وأصبح الكل يتمنى أن يظفر بالجائزة. وأجتمعوا عليهم وقاتلوهم فقتل 06 من الصحابة وأسر 03 وقاتلهم عاصم بن ثابت حتى أنكسر سيفه وقال الدعاء الذي إستجابه الله :
”اللهم إني حميت دينك أول النهار فأحمي لي لحمي آخره” وقتل اثنين منهم وجرح واحد ثم قتلوه ولما علمت قريش عن مقتل عاصم. بعثت لهم رسول معه مال وفير.
ليطلب منهم رأس عاصم مقابل هذا المال ووافقوا وقرروا أن يفصلوا رأسه عن جسده ولكن الله حمى هذا الجسد.
فلما جائوا ليفصلوا رأس عاصم عن جسده وجدوا أسراب كبيرة جدا من النحل تغطي جسده من أوله لأخره وكل ما أقترب أحد طارت الأسراب في وجوههم ولدغتهم فقرروا أن يتركوه حتى غروب الشمس لكي تهدأ الاسراب وتترك جثته.
ولكن عندما جاء الليل أنهمرت أمطارا غزيرة جدا وأمتلأت الأودية بالسيول والمياه وأخذت السيول جثة عاصم بن ثابت ولم يستطيعوا اللحاق بها وأخذتها إلى مكان لا يعلمه إلا الله وحافظ الله على جثة عاصم من أن تمثل بها. وصان الله سبحانه وتعالى رأسه من أن يشرب به الخمر.
فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول حين بلغه أمر عاصم :
“حفظ الله العبد المؤمن كان عاصم قد وفي له في حياته فمنعه الله منهم بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته”.