المصطفى الجوي – موطني نيوز
في شهر يوليو الماضي، وعبر طائرة خاصة قادمة من ولاية تكساس الأمريكية، قامت الحكومة الإسرائيلية باستقدام خمس بقرات حمراء، تم اختيارها بعناية حسب الشروط التي تنص عليها الكتب اليهودية، وذلك من أجل حرق تلك البقرات ونثر رمادها قبالة الأقصى، إيذانا ببدء عملية بناء الهيكل الثالث فوق أنقاض “مسجد قبة الصخرة” وفق التعاليم التوراتية.
حيث أعلنت إسرائيل بشكل واضح وعلى مدار شهور، عن نيتها هدم المسجد الأقصى، وأعدت العدة لذلك، ورصدت الميزانيات الحكومية، ونشرت التقارير الإعلامية، بينما العالم العربي والإسلامي، كان يغط في سُبات عميق بل من العرب من هم على علم وبمباركتهم.
ظلت المنظمات الفلسطينية والإسلامية تستغيث، وتصرخ في كل ذي دين ونخوة أن يتحرك لإنقاذ أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من جنون حكومة نتنياهو الخنزير الأشد تطرفا في تاريخ الصهيونية، فلم تجد سوى صدى صرخات النساء والكهول المرابطين على عتبات الأقصى الشريف، والذين تواصلت الاعتداءات عليهم بشكل ممنهج ومرير وحينما قرر المجاهدون أن يرسلوا للاحتلال رسالة قوية، بالطريقة التي لا يفهم سواها وعنونوها بعبارة طوفان الاقصى.
في إشارة للهدف الأسمى منها، وهو وقف حكومة الاحتلال المتطرفة والإرها بية عن السعي لتنفيذ مخططاتها الإجر امية بحق الأقصى ..ليخرج المتحذلقون والمتصهينون لاتهام حماس بقائمة عجيبة وغريبة من الاتهامات المختلفة، ما بين العمالة لإيران وتنفيذ أجندتها في المنطقة، لاتهامها بالرغبة في إشعال حرب إقليمية، وتوريط أطراف متعددة، هو السعي لوقف التطبيع السعودي الإسرائيلي، الذي كان يتم التحضر له!
إذن دعونا نعرف أولا :
ماذا تعني البقرة الحمراء عند اليهود، وما علاقتها بهدم المسجد الأقصى ومعركة نهاية العالم؟
يزعم اليهود أن هناك بقرة تحمل مواصفات معينة؛ بمجرد عثورهم عليها، يتمكنون من هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم فوق أنقاضه، تمهيدا لظهور المُخلّص (في شريعتهم)
فما هي مواصفات هذه البقرة؟
يعتقد اليهود أنه يجب أن تكون :
1- حمراء نقية.
2- خالية من أي عيب.
3- لم يوضع عليها نير -الخشبة المعترضة فوق عنق الثور.
4- عدم استخدامها في الحرث.
5- لم تستخدم لأي غرض.
6- لم تتزاوج.
7- ناضجة في سن عامين أو أكبر.
8- ولادتها طبيعية.
وقد زعم اليهود في شهر يوليو الماضي، أنهم عثروا على خمس بقرات حمراء اللون، تتوافر فيهم الشروط (حسب الموروث اليهودي)، وقد رصدت الحكومة ميزانية كبيرة لاستقدامها من أمريكا إلى مطار “بن غوريون” في تل أبيب. وقالت التقارير أن البقرات الخمس قد تم هندستهم جينيا في ولاية تكساس الأمريكية.
لكن حكومة نتنياهو المعروف عنها تطرفها وعنصريتها، نعجلت كثيرا في الحصول على تلك البقرات، من أجل تنفيذ مخططها بتهويد كامل لمدينة القدس، وطرد العرب منها، مع هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل الذي يزعمونه.
وأشار الإعلام العبري، أنه وفقا لموروثاتهم (أو خرافاتهم) سيقام احتفال خاص على جبل الزيتون بالقدس المحتلة، يجري فيه ذبح البقرة ورش دمائها في اتجاه المسجد الأقصى سبع مرات، وحرقها مع خشب شجر أرز وطحالب ودودة المن الحمراء.
وبعد الانتهاء من ذلك، سيخلط الرماد بالماء المأخوذ من النبع، ويجري الخلط باستخدام أكواز مصنوعة من الطحالب. ويستخدم هذا الخليط في تطهير اليهود، بدءاً من الكاهن الذي يغسل ملابسه ويغتسل هو بالخليط، (وذلك لاعتقادهم أن اليهود جميعاً نجسين) وبتطهيرهم، سيتسنى لهم الدخول إلى أرض المسجد الأقصى واقتحامه.
وفور بلوغ سن البقرة ثلاث سنوات يبدأ العمل على هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم. والذي يعتقد المسيحيون الإنجيليون أن إعادة بناء الهيكل المقدس لدى اليهود، وحربهم للمسلمين والقضاء عليهم، هي الشرط المؤذن لظهور المسيح (عليه السلام) ليقود العالم ويحكم بالصليب.
بينما يعتقد اليهود الأرثوذكس أن بناء الهيكل هو الشرط المؤذن لظهور (المسيا اليهودي) المخلص المُنتظَر عندهم، الذي سيكون ملكًا يحكم الشعب اليهودي، ويُوَحِّد أسباط إسرائيل.
ومن أجل تحقيق هدف كل فريق منهما، نجد أنهما، قد توحدا على حرب المسلمين واضطهادهم، والرغبة في الاستيلاء على القدس، وهدم المسجد الأقصى الشريف.
فاللهم لا تحقق لهم غاية ولا ترفع لهم راية، وانصر أهل فلسطين، وثبتهم يا أرحم الراحمين.
وبالرجوع الى تلك الطقوس، نحن في موطني نيوز سنقوم بنشر هذا الفيديو الذي تشاهدونه، والذي بثته قناة الجزيرة يوم 5 أكتوبر، أي قبل يومين فقط من عملية طوفان الاقصى وفيه تبدو مظاهر فجة لعملية تهويد المسجد الأقصى، والسيطرة عليه من قِبل قطعان اليهود المتطرفين وتحت حماية حكومة نتنياهو العنصرية المتطرفة، حيث تعرض فريق الجزيرة ومراسلتها “نجوان سمري” الاعتداءات (بالضرب والبصق) من قبل مستوطنين ومتطرفين يهود خلال تغطية اقتحامهم لسوق القطانين وأدائهم الصلوات التلمودية في البلدة القديمة في القدس مع منع للفلسطينيين من الاقتراب من المسجد، بل وحظر فتح المحال العربية، أثناء اقتحاماتهم المتكررة، وقد رصدت المراسلة توجيه اليهود للشتائم والسباب لفريق الجزيرة وكذلك لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
هل عرفتهم الأن السبب وراء عملية طوفان الاقصى؟!