عبد المغيث الجوي – موطني نيوز
يعيش الإنسان حاليًا عصر التقدم الرقمي، حيث إن معظم العمليات تتم بالاعتماد على الأنظمة الإلكترونية. نتيجة لذلك أصبحت هجمات الاختراق الرقمي تشكل مصدرًا ضخمًا للتهديد، وذلك بالنسبة للأنظمة، والشركات، وكذلك الحكومات. ولا شك في أن المخترقين الصينيين يظهرون بقوة في الصورة.
وبدأت معظم دول العالم، خصوصًا الدول العظمى، بتطوير مهارات وقدرات فرقها المتخصصة في شن أو مقاومة الهجمات السيبرانية، والصين ليست استثناءًا بطبيعة الحال.
ويمتلك المخترقون الصينيون تاريخًا طويلًا من الهجمات الإلكترونية الناجحة التي تم شن بعضها بعلم من الحكومة الصينية. وعلاقة بعض المخترقين بوزارة الأمن القومي الصينية MSA قد جعلتهم آمنين من العقاب.
اقرأ أيضًا: كيف يستغل مجرمو الإنترنت رموز QR لتنفيذ الهجمات
ولا يشترط لتلك الهجمات أن تكون تدميرية أو مخربة، بل أن معظمها يكون بغرض التجسس وجمع المعلومات. وبالفعل فإن وزارة العدل الأمريكية قد كشفت عن هجمات تجسس عديدة لاثنين من المخترقين الصينيين. كما أن شركة الأمن السيبراني FireEye قد كشفت عن معلومات مشابهة.
وحسب تقارير عديدة فإن الحكومة الصينية مهتمة بهذا المجال اهتمامًا شديدًا. لكن يبدو أن الجيل القادم من المخترقين الصينيين لن يوصف بالإجرام، وذلك حيث إنهم سيحصلون على العلم والخبرة بشكل أكاديمي ورسمي داخل الصين.
الجيل الجديد من المخترقين الصينيين
أعلنت الحكومة الصينية عن تأسيس مركز جديد يهدف لتدريب مختصي الأمن السيراني، وذلك تحت اسم القاعدة الوطنية للمواهب والابتكارات في مجال الأمن السيبراني، وقد تم تشييد هذا المركز ضمن المدينة الصينية المشهورة ووهان.
ويستطيع هذا المركز الجديد تدريب ما يصل إلى 70,000 طالب سنويًا، كما أن الصين قد أعلنت في 2017 من خلال إدارتها المركزية للأمن السيبراني عن توفير برنامج تعليمي ضمن بعض المدارس الصينية والذي يهدف أيضًا لتخريج مختصين أمنيين.
وبطبيعة الحال فإن هذه المنظمات التعليمية سوف تكون قادرة على إخراج أشخاص متخصصين في مجالات الأمن السيبراني، ولا شك في أن شريحة كبيرة منهم ستكون على علم بكيفية الاختراق، فإن من يعرف كيفية تأمين المنزل لا بد أن يكون على علم بكيفية الدخول إليه وكسر حمايته، وذلك في مثال بسيط.
وحسب التوقعات والتقارير فإن الصين وفي غضون سنوات قليلة ستكون قادرة على التعامل مع الأمن السيبراني ومعكوسه بشكل أكثر احترافية. وذلك حيث إنها وفي الوقت الحالي – وطبقًا للتقارير – تعتمد على المخترقين المستقلين بشكل أو بآخر.