المصطفى الجوي – موطني نيوز
في عداد الأحداث البشعة والمؤلمة في تاريخ الشرق الأوسط، تظل إبادة الشعب الفلسطيني العربي والمسلم واحدة من أكثر الأحداث التي لا تُنسى. ومع ذلك، يظل الصمت العربي والاسلامي غير المسبوق في وجه هذه الجريمة البشعة موضوعاً للتأمل والتساؤل.
وكنا يعلم القاصي و الداني، لم يكن النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي أبدًا خفيف الظل، ولكن ما حدث في السنوات الأخيرة كان مروعًا بشكل خاص. واليوم قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت حرباً على غزة، تسببت في دمار هائل وفقدان العديد من الأرواح الفلسطينية، بينهم الأبرياء والأطفال. ومع ذلك، لا يمكن تبرير الصمت العربي والاسلامي تجاه هذه الجريمة البشعة التي حركت النبي صلى الله عليه وسلم في قبره.
فالصمت العربي والاسلامي لا يعكس فقط انقسامًا داخليًا بل يعكس أيضًا نقصًا في التضامن والتفاهم الإقليمي. فالقضية الفلسطينية كانت دائمًا قضية مشتركة بالنسبة للعرب والمسلمين، ولكن السياسات الداخلية والاهتمامات الوطنية قد تسببت في تحول الأولويات، حتى بتنا نعاقب إخواننا لا لشيء سوى لانهم شيعة ولهم علاقة لحزب الله وإيران. وهذه نقطة مهمة تم إستغلالها من طرف الكل لشن حرب صليبية ودينية لن ينساها التاريخ.
إن الأوضاع في فلسطين تستدعي إعادة تقييم شاملة للتعامل مع القضية. وبالتالي يجب على العرب والمسلمين والعالم بأسره الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعم حقوقهم المشروعة. ومن المهم أيضًا إعادة بناء الوحدة العربية وتعزيز التضامن الإقليمي لمواجهة تحديات المنطقة. وهنا أطرح سؤال مهم : لماذا يتسلح العرب؟ وما سر صرف ملايير الدولارات على أسلحة ومعدات ستتأكل وتخرب وتنتهي صلاحيتها مع الوقت؟ أم أن كل تلك الجيوش والاسلحة استعدادا لمواجهة شعوبهم لا غير؟
في النهاية أقول، إن الصمت العربي والاسلامي الغير المسبوق في وجه إبادة الشعب الفلسطيني العربي المسلم يجب أن يتحول إلى عمل فعال وملموس لحماية حقوق الإنسان والعدالة. فقط من خلال الوحدة والتعاون الإقليمي يمكن أن نأمل في إحراز تقدم حقيقي نحو إنهاء هذه المأساة الإنسانية المستمرة.
لإن الصمت العربي في وجه مأساة الشعب الفلسطيني ليس فقط قضية سياسية، بل هو أيضًا قضية إنسانية تشغل ضمائر العديد من الناس في العالم. والأحداث الراهنة أظهرت أهمية تعزيز الوعي العالمي حيال معاناة الفلسطينيين الذي تكالب عليهم الغرب في ظل تفرج العرب و المسلمين.
لانه من الضروري أن نشجع الجهات الدولية على تحمل مسؤولياتها والضغط من أجل وقف العنف وتحقيق السلام. ويمكن للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة أن تلعب دورًا حيويًا في تسهيل حوار بناء ووساطة للوصول إلى حلول سلمية.
أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فيجب أن تكون الضغوط موجهة نحو إيجاد حلاً دائمًا وعادلاً للقضية الفلسطينية. كما يجب أن تتوحد الدول العربية والإسلامية والعالم في محاربة العدوان الصهيوني والاستيلاء على الأراضي وتهجير الفلسطينيين.
لان الصمت في مثل هذه القضايا يسهم في تفاقم الأزمة وزيادة الجدل والانقسام. لإن الوعي الدولي والتضامن الإنساني هما الأسلحة التي يمكننا استخدامها للتأكيد على أهمية حقوق الإنسان والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
ختاما، يجب أن يتحد العالم للعمل جنباً إلى جنب من أجل وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام والعدالة في المنطقة. أو تكون لهم الجرأة والشجاعة لإعطاء موافقتهم لبني صهيون أينما كانوا، لابادت شعب عن أخره لترتاح إسرائيل وحلفائها ويرتاح العرب و المسلمين من شيء إسمه القضية الفلسطينية التي أحرجتهم لازيد من 70 سنة.