رئيس التحرير – موطني نيوز
بعد عثور اليوم السبت 18 مارس الجاري، على النرجيلة “البلاستيكية” التي تستعمل حصرا في إستهلاك مخدر البوفا الذي غزى المدينة وأحياءها.
وبعد ان سبق لموطني نيوز وفي مناسبات كثيرة التطرق لهذه الأفة الدخيلة، كان لزاما علينا اليوم كإعلام أن نعيد الكرة وننبه المستهلكين والساكنة وحتى المعنيين بحماية المواطن من هذا النوع من المخدرات وغيره ونحتهم إلى ضرورة التصدي له “إلا بغاو”.
فمخدر البوفا هو أحد المخدرات القاتلة التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي والتي يسبب تعاطيها مخاطر جسيمة على صحة المتعاطين، والذي بدا يتزايد انتشاره في مدينة بنسليمان بشكل مقلق.
كما يُعرف مخدر البوفا بأنه عبارة عن مزيج من المواد الكيميائية، يتم تحضيرها بطريقة غير قانونية، وهي تسمى بالكيماويات المنزلية. وتتضمن المكونات الرئيسية لمخدر البوفا الكيماويات الصناعية المشتقة من مواد كيميائية تجارية، مثل حمض الهيدروكلوريك والمبيدات الحشرية ومواد كيميائية أخرى.
يتم تعاطي مخدر البوفا عادة عن طريق التدخين (الصورة) أو الحقن وهذا مستوى اخر من الادمان يصل اليه المدمن عندما يصبح تدخين البوفا “مكيقضي ليه والو” ، وتؤثر هذه المادة على الجهاز العصبي المركزي بشكل سلبي، حيث يؤدي تعاطيها إلى تدمير الأنسجة العصبية وتفكك الأعصاب، مما يؤدي إلى ضعف الذاكرة والتركيز والتحكم في الحركة وتدني الأداء العقلي والبدني للشخص المتعاطي.
وتشهد مدينة بنسليمان في الفترة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في حالات تعاطي مخدر البوفا، حيث تشير مصادرنا إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يتعاطون هذه المادة وتزايد حالات الإدمان عليها، مما يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة والأمن المحلي.
ومن أجل مواجهة هذا التحدي الصحي، يتطلب الأمر تعزيز الجهود الرامية للتوعية بمخاطر هذه المادة وتعزيز الإجراءات الأمنية والقانونية للحد من انتشارها ومحاصرة المروجين والمتعاطي، لا أن نتقرب من مروجيها ونقول لهم “راه موطني نيوز هي لي منوضة عليكم الصداع”. نحن كموقع أعلامي نقوم بواجبنا المهني والأخلاقي لا أقل ولا أكثر.
إذن وفي ظل هذا الأنتشار الكبير للمخدرات وإرتفاع مستعمليها، أين هو دور مركز الإدمان؟! من الجهود الهامة في مواجهة تحديات المخدرات، وهل فعلا يوفر هذا المركز خدمات تشخيصية وعلاجية للأشخاص الذين يعانون من الإدمان على المخدرات، بما في ذلك مخدر البوفا في بنسليمان؟!.
من المعروف وأنا لا أتكلم هنا عن مركز بنسليمان. ان خدمات مراكز الإدمان في المغرب تتضمن علاج الإدمان والعلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي والتربوي والتوعية بمخاطر المخدرات. كما تسعى هذه المراكز إلى تعزيز الوعي بأهمية تحقيق الصحة النفسية والجسدية وتشجيع المتعاطين على البحث عن العلاج والمساعدة الطبية اللازمة. وهو ما نفتقده في هذا المركز الذي بات يوزع المساعدات هنا وهنا لأغراض هو من يقدرها. في الحين المدينة غارقة في مستنقع المخدرات والمدمنيين.
فتجارة البوفا كما هو معروف، هي عملية تداول المخدرات المصنوعة من نبات الكوكايين والتي تعتبر واحدة من أخطر المخدرات على الإطلاق، وتنشط هذه العملية في الكثير من الأحياء بمدينتي بوزنيقة وبنسليمان وحتى بعض الجماعات المجاورة.
حيث تعد تجارة البوفا من أكبر المشكلات التي يواجهها المجتمع المغربي ككل، حيث يتم تهريب المخدرات إلى إقليم بنسليمان من مدن أخرى وترويجها داخل المدينة، وذلك بغرض الربح المالي السريع على حساب صحة وحياة المتعاطين والمجتمع بأكمله.
وبالتالي لا بد أن تعمل الأجهزة الأمنية وأعوان السلطة والدرك الملكي والمجتمع المدني والاعلام بهذا الاقليم يدا في يد على مكافحة تجارة البوفا، وذلك من خلال إجراء حملات تفتيش على حدود المدينة وداخلها. ومكافحة المهربين والمروجين للمخدرات، ولو بالتبليغ للعناصر الأمنية والدركية التي تخشى الله ووفية لهذا الوطن. وعلى مركز الإدمان الذي يغط في سبات عميق توفير خدمات العلاج والتأهيل للمتعاطين والمدمنين.
لانه من المهم التوعية بأضرار تجارة البوفا والمخاطر التي تشكلها على المجتمع وصحة الأفراد، وتشجيع المتعاطين على البحث عن العلاج والمساعدة الطبية اللازمة للتغلب على إدمانهم والعودة إلى حياة سليمة وصحية.
نحن نحلم ونرجو من الله عز وجل أن يحقق أحلامنا..تحياتي.