المصطفى الجوي – موطني نيوز
في إقليم بنسليمان وحده، تعيش الجماعات الترابية وعلى رأسها مدينة بنسليمان تحت وطأة تهديد خطير يتمثل في توقف الشاحنات والآليات بمختلف الشوارع الكبرى وبمحاذاة التجمعات السكنية. هذه الظاهرة لا تمثل مجرد إزعاج مروري بل تشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة وسلامة المواطنين. وهو ما دفع السيد سمير اليزيدي عامل إقليم بنسليمان الى قيام بتحذير من هذا الوضع المخيف ومراسلة مجموعة من رؤساء الجماعات للتدخل واتخاذ إجراءات.
ومع ذلك، تعثرت محاولات حل هذه المشكلة الحيوية بسبب الصراعات السياسية الضيقة بين المعارضة ورئيس الجماعة ببنسليمان. وهو ما يعطي انطباعا بأن هناك منتخبين في مدينة “السيبة” بنسليمان لا يضعون المصلحة العامة في الاعتبار ويفضلون مصالحهم الشخصية على سلامة المواطنين وأمنهم. هذا الصراع أدى إلى تعثر المصادقة على التدابير الضرورية للتصدي لهذه المشكلة، وأعني النقطة الخامسة المتعلقة ب”الدراسة والمصادقة على تنظيم توقف الشاحنات والآليات بعيدا عن الشوارع الكبرى والتجمعات السكنية” التي ترفضها المعارضة من أجل المعارضة.
والنتيجة الحزينة لهذا الصراع المصلحي بإمتياز وعدم اتخاذ الإجراءات الضرورية كانت وفاة رب أسرة في بنسليمان اليوم الجمعة 06 أكتوبر 2023، حيث تم دهسه من قبل شاحنة كبيرة في شارع الجيش الملكي.
هذا الحادث المأساوي يجب أن يكون جرس الإنذار للجميع حول خطورة الوضع الحالي وضرورة التحرك السريع لحماية حياة المواطنين.
وفي النهاية، يجب أن يتم التفكير في المصلحة العامة دائمًا وأن يتم التعاون بين الأطراف المعنية للتغلب على هذه الأزمة الخطيرة. ولا يجب أن نضحي بحياة المواطنين بسبب صراعات سياسية ضيقة من أجل الظفر بكرسي الرئاسة، كما يجب أن يكون الأمان والصحة العامة هما الأولويتين للجميع، وبالتالي فإن السلطات الإقليمية والأمنية وحتى المحلية لن تضع يدها في يد كل من يريد خراب هذه المدينة والسوء لساكنتها.