بوشتى المريني – موطني نيوز
هي معادلة يمكن إعتبارها الأغرب بالعالم المتحضر لكنها معاشة بالعالم النامي. فالوصف الجديد للوصف الازلي للعالم المتخلف، وهنا ما سنناقشه سيجعل التفكير عاجز عن وصف واقع غريب متناقض لا هو متخلف ولا هو نامي فدعونا ندخل لصلب الموضوع حتى لا نتيه في ما لا نرغب به .
إن إقليم تاونات الذي ينتمي لجهة فاس مكناس يشهد في الاونة الاخيرة نقاشا صاخبا بمواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية ومسيرات الإحتجاج والمظاهرات بسبب آفة العطش التي باتت تشكل خطرا حقيفيا على السلم الإجتماعي بهذا الإقليم الغريب المتناقض بتوفره على خمس سدود منها اكبر سد بالمغرب.
ودون أن ننسى هناك سدود اخرى في طور الإنجاز كما أن هناك معطيات تشير إلى ان إقليم تاونات يلبي حاجة المغرب ب25% من الماء وهنا يطرح السؤال العريض : اليس هذا واقع غريب يدعو للريبة والشك في فهم تجلياته البئيسة؟
لنترك هذا التساؤل ودعونا نعرج على جهة اخرى مرتبطة اشد إرتباطا بالعطش وهي الخدمات والخطط الفاشلة التي تم تنفيذها لتخليص ساكنة إقليم تاونات من العطش من طرف المسؤولين والمنتخبين على حد سواء بهذا الإقليم والتي تتجلى بالدرجة الاولى في إقتناء شاحنات صهريجية او حفر ابار او تشيد وشراء خزانات مائية وهذا هو مربط الفرس لياتي السؤال الاخطر : فما هي المبالغ المالية التي تم رصدها من الميزانية العمومية بالجماعات المحلية او المجلس الإقليمي او المجموعات النقابية كالتعاون والغيث وغيرها ؟
وهنا نشير ايضا وبدون شك ان هناك ميزانية ضخمة تم صرفها على المحروقات لتشغيل هذه الشاحنات اثناء تقديم خدماتها لدواوير وقرى الإقليم وهذا يحيلنا إلى نقاش اخر وهو هل بمكن ان تكون هذه الاموال العمومية التي صرفت حتى لا نقول نهبت اقل بكثير مقارنة بربط الساكنة بالماء بشكل مباشر من سدودها المحاطة بها؟ وهذا ما يدعو للريبة وبالتالي رجوعنا إلى عنوان هذا الرأي من قلب الواقع المعاش بهذا الإقليم !
وحتى تكون للخاتمة مسكها كما يقال وبمناسبة الخطاب السامي لجلالة الملك نصره الله وايده بعيد العرش المجيد والذي كان به تكرار كلمة “الجدية”عدة مرات وهذا ما تتطلبه الضرورة بإقليم تاونات بخصوص آفة العطش الجدية في فتح تحقيق معمق وشامل من طرف المصالح المختصة وعلى رأسها المجلس الاعلى للحسابات ووزارة الداخلية للوقوف على حقيقة هذا الواقع المتناقض وبالتالي الإجابة على السؤال المفزع :
هل هو عطش ام تعطيش ممنهج لإنعاش أرصدة الفاسدين ؟