
المصطفى الجوي – موطني نيوز
من أرض الملوك والأبطال، من عاصمة التحدي والعزيمة الرياض، حيث تلتقي همم المنافسين في دورة الألعاب الإسلامية، انبعثت أنغام النصر المغربي بإيقاع لا يعرف سوى لغة الذهب. إنه إيقاع الإطار الفني مصطفى العمراني، ذلك القائد الذي يحول الحلم إلى واقع ملموس، والطموح إلى ميدالية تلمع على صدور أبطاله. اليوم، ليس مجرد فوز عابر، بل هو فصل جديد يسطر فيه تايكواندو المغرب ملحمته تحت قيادة مهندس النجاح.
انطلق هيثم الزاغوطي كالصاروخ في سماء المنافسة، لا يلوي على شيء، محققًا حلم الميدالية الذهبية، ليس مجرد رقم في جداول النتائج، بل هو تتويج لمسيرة من العرق والانضباط في مدرسة العمراني التي لا تعترف بالمستحيل. لم تكن ركلاته في اللحظات الحاسمة سوى ترجمة حية للاستراتيجية المحكمة والروح القتالية التي يغرسها الإطار في تلاميذه. إنها ذهبية لا تشي بثقلها فقط، بل بثقل الرجل الذي وقف خلف صناعتها.

وعلى نفس الرقعة، في زحام المنافسة، برزت أميمة البوشتي ببسالة نادرة، لتحصد الميدالية النحاسية، وتضيف لونًا آخر إلى لوحة الإنجاز المغربي. إنها ليست ميدالية عادية، بل هي شهادة على عمق منهجية العمراني، الذي لا يصنع أبطالًا واحدًا فحسب، بل يخلق جيلًا قادرًا على المنافسة والصمود، حيث يلمع كل لاعب في موقعه، صانعين معًا سيمفونية جماعية تعلو بصوت المغرب.
هذا الكيان النابض بالحياة، جمعية النور، لم يكن ليكون هذا الصرح الشامخ لولا الرعاية الحكيمة والقيادة الواعية لرجل اختزل في شخصه فلسفة الفن القتالي والتربية على القيم. إنها المنظومة المتكاملة التي جعلت من كل ضربة قدم وكل حركة يد جزءًا من خطة كبرى، توجت اليوم بهذا الإنجاز التاريخي.
والحفل لم ينته بعد، فالحضور الموفق للشابين الواعدين ندى وسفيان اليوم الاثنين السابع عشر من نونبر عام ألفين وخمسة وعشرين، هو بمثابة التأكيد على أن خط الإنتاج البطولي في ظل قيادة العمراني لا يتوقف. إنه استثمار في المستقبل، وبشارة بأن الأجيال القادمة تسير على نفس الدرب، درب التميز والانضباط. كل التحية لأسرة التايكواندو المغربية، من قائد ملهِم، إلى أبطال صامدين، إلى مؤسسة داعمة. النصر اليوم ليس مفاجأة، بل هو نتيجة حتمية لمنهجية لا تعرف سوى لغة واحدة، لغة العلو والتفوق.