
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في صباحٍ وطنيٍ بامتياز، امتزجت فيه مشاعر الفخر بالوفاء لروح المسيرة الخضراء المظفرة، عاشت مدينة بنسليمان، صباح يومه الخميس 6 نونبر 2025، على إيقاع احتفالات استثنائية بالذكرى الخمسين لهذه الملحمة الخالدة. ولم تكن هذه الذكرى كغيرها، فهي تتوج اليوم بمسار حافل من المنجزات، أبرزها الاعتراف الدولي المتنامي بمغربية الصحراء وتصويت مجلس الأمن وبسط المملكة لسلطتها الكاملة على كافة ترابها الوطني.

ومنذ الساعات الأولى للصباح، تقاطرت حشود غفيرة من المواطنين والزوار من مختلف الجماعات التابعة لإقليم بنسليمان، ليصنعوا لوحة فنية من التلاحم الوطني انطلقت من أمام مقر باشوية بنسليمان وصولاً إلى ساحة الدستور، قبالة ثانوية الحسن الثاني. الحدث، الذي عرف مشاركة قوية ووازنة لمختلف أطياف المجتمع المدني وقطاعات أخرى، لم يكن لينجح بهذا الشكل الباهر لولا التنسيق المحكم والسياسة الحكيمة التي قادها السيد كمال شتوان، باشا مدينة بنسليمان.

لقد برهنت هذه الاحتفالات على نجاح الخطط الاستباقية والتنظيم الدقيق، حيث كان للسيد الباشا، جنباً إلى جنب مع رؤساء الملحقات الإدارية وأعوان السلطة، الدور المحوري في الإشراف الميداني وتأطير المسيرة لضمان مرورها في أفضل الظروف.

وبموازاة هذا الجهد الإداري، لا يمكن إغفال الدور المركزي الذي لعبته عناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة؛ فبفضل انتشارهم المدروس ويقظتهم الدائمة على طول امتداد شارع الحسن الثاني، تمكنوا بكفاءة عالية من بسط الأمن وتأمين سلامة المشاركين، فضلاً عن تنظيم السير والجولان بمرونة واحترافية، مما سمح للاحتفالات بأن تجري في أجواء من الأمان والطمأنينة.

إن نجاح هذا العرس الوطني الكبير في بنسليمان هو شهادة حية على أن روح المسيرة الخضراء ما زالت متقدة، وهو أيضاً تحية مستحقة للسيد الباشا على وقوفه وسهره الشخصي، وشكر موصول لكل من ساهم من قريب أو بعيد في جعل هذا اليوم ذكرى لا تُنسى في سجل المدينة.