المصطفى الجوي – موطني نيوز
في عملية نوعية محكمة، وبعد أيام من الرصد والمراقبة الدقيقة التي تطلبت نفساً طويلاً، أسدلت عناصر الشرطة القضائية بمدينة بنسليمان الستار على النشاط الإجرامي لشاب عشريني، معروف بسوابقه العديدة في عالم الاتجار بالسموم. المتهم، الذي اتخذ من سيارة نفعية يكتريها بمبلغ 250 درهماً لليوم ستاراً لجرائمه، سقط في قبضة الأمن وهو في حالة تلبس.
التحريات كشفت عن أسلوبه الماكر، حيث اعتاد التوقف ليلاً وسط الأشجار الكثيفة المحاذية لمركز العلاج من الإدمان، مستغلاً موقعاً معزولاً لا يظهر للعموم ليحول المنطقة إلى وكر لترويج بضاعته الفاسدة. عملية التفتيش الدقيق للسيارة أسفرت عن حجز كميات مجزأة من قطع الشيرا و”كموسات” عديدة من مسحوق الكيف، بلغ وزنها الإجمالي حوالي 260 غراماً، بالإضافة إلى مبلغ 5000 درهم يشكل حصيلة مبيعاته، وهو عبارة عن خليط من الأوراق المالية والقطع النقدية، كما تم ضبط أربعة هواتف نقالة ذكية كان يستعملها لإدارة شبكة زبائنه.
ورغم أن عملية تفتيش منزل عائلته لم تسفر عن العثور على أي ممنوعات إضافية، فقد تم إشعار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، الذي أمر بوضعه رهن تدابير الحراسة النظرية لتعميق البحث.
الخطة الأمنية لم تقف عند هذا الحد، ففي سياق نفس العملية، امتدت تحركات العناصر الأمنية لتشمل أزقة الحي الحسني بالمدينة، حيث تم نصب كمين لشخص ثانٍ من ذوي السوابق القضائية في ترويج المخدرات. هذا الأخير كان يتبع أسلوباً مختلفاً، معتمداً على حركته الدائمة “راجلاً” بين الأزقة الضيقة والجنبات الغابوية المحيطة بالحي، متواصلاً بحذر مع زبائنه. وقد ضُبط المتهم الثاني وبحوزته 43 قطعة من المخدرات معدة للترويج وملفوفة بعناية في كيس بلاستيكي.
تم اقتياده فوراً إلى مصلحة الشرطة، حيث أخضع للأبحاث الضرورية، ليصدر في حقه قرار مماثل بوضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بعد إشعار النيابة العامة المختصة، في انتظار كشف باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي.