
بنلعايل الحسين – موطني نيوز
بينما ينشغل الرأي العام الدولي بملف الصحراء المغربية، وتتنافس الدول على اتخاذ مواقف من “مغربية” أو “غربية” هذه الأرض، يغيب عن النقاش ملف إنساني أكثر إلحاحًا ومرارة: مخيمات تندوف.
من الملاحظ أن معظم المحللين السياسيين، وسائل الإعلام، والمنظمات الحقوقية، يركّزون على النزاع حول السيادة في الصحراء، متجاهلين تمامًا الوضع الكارثي في مخيمات تندوف، حيث يعيش آلاف الصحراويين في ظروف لا إنسانية منذ عقود، تحت رحمة جبهة البوليساريو، في منطقة خارجة عن القانون.
إذا كان المجتمع الدولي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، فكيف يقبل بصمت مريب استمرار هذه المعاناة في تندوف؟
لماذا لا يُفتح تحقيق شفاف حول المساعدات الدولية التي تُنهب؟
أين هي حرية التعبير والحركة؟
ولماذا لا يُسمح للمحتجزين في المخيمات باختيار مصيرهم بكل حرية؟
من جهة، هناك دول تعترف بمغربية الصحراء بناء على مبادرة الحكم الذاتي التي وصفها مجلس الأمن بأنها جدية وذات مصداقية.
ومن جهة أخرى، هناك من لا يزال يتحدث عن “الصحراء الغربية”، مُصرًا على تسمية تُغذي الانقسام، دون حتى النظر في الواقع اليومي لمن يُفترض أنهم “ممثلو الشعب الصحراوي”.
إن الصمت عن أوضاع مخيمات تندوف، والتركيز فقط على الجانب الجيوسياسي من النزاع، يُعتبر تواطؤًا دوليًا، يدفع ثمنه الأبرياء من النساء والأطفال.
وإذا أراد العالم حلاً عادلاً وشاملاً، فلا بد من:
· معالجة وضعية المحتجزين في تندوف.
· فرض رقابة أممية على الأوضاع داخل المخيمات.
· دعم حل سياسي واقعي يحترم وحدة التراب المغربي ويضمن كرامة كل الصحراويين.
“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”