
المصطفى الجوي – موطني نيوز
بِاسمِ المصلحة العامّة وشوارع تئنُّ تحت وطأة الإهمال، تتحوّل شوارع وأزقة مدينة بنسليمان إلى فخاخ مفتوحة تهدّد حياة الآلاف من المواطنين يومياً. فانتشار الحُفَر وبالوعات الصرف الصحي العارية والمكشوفة، دون أي حواجز وقائية، يحوّل تنقل السكان إلى رحلة محفوفة بالمخاطر، في صمتٍ مطبق من الجهات المعنية.

لم تعد هذه البالوعات مجرد مصدر إزعاج بصري أو انبعاث للروائح الكريهة، بل تحوّلت إلى خطر داهم يتربّص بالمارة وأصحاب السيارات على حد سواء. المشهد يصل إلى درجة الإهانة للمواطن البسيط الذي يضطر كل يوم إلى المخاطرة بحياته وأرواح أبنائه لمجرد عبور الشارع. والمأساة تتجدد عندما نعلم أن بعض هذه البالوعات التي تم إصلاحها سابقاً عادت إلى حالتها الخطرة، بل وأصبحت أكثر تهديداً، بسبب سوء التنفيذ واستخدام مواد رديئة في الإصلاح، كما هو الحال في حي الحسنى وحي مريم و غيرها.

في مشهدٍ يندى له الجبين، تنتشر هذه الحفر والبالوعات المكشوفة في وسط الطرقات بشكل عشوائي، دون أي إشارات تحذيرية أو حواجز وقائية. الغياب التام لأبسط متطلبات السلامة العامة يضع حياة المواطنين على المحك، خاصة في ساعات الليل أو أثناء الأحوال الجوية السيئة. والأكثر إثارة للاستغراب أن بعض هذه الشوارع التي تشهد هذه الكارثة هي في تجزئات سكنية وحتى الشوارع الرئيسية، ما يكشف عن خلل جوهري في جودة التنفيذ وغياب الرقابة الحقيقية.

حيث أعرب سكان بنسليمان عن استيائهم الشديد وغضبهم العارم من هذا الوضع الكارثي. صرخاتهم تتعالى محمّلة الجهات المسؤولة، وعلى رأسها الشركة المتعددة الخدمات المكلفة بتدبير قطاع الماء والكهرباء وشركات الاتصال، تقصيرها الفادح وعدم تدخلها العاجل لوضع حد لهذه المعاناة اليومية. إنهم ينتظرون تحرّكاً حقيقياً يليق بكرامتهم ويحفظ سلامتهم.

إن ما تشهده شوارع بنسليمان اليوم هو أكبر من مجرد إهمال إداري عابر؛ إنه اختراق صارخ لأبسط حقوق المواطن في العيش في بيئة آمنة، وحالة طوارئ حقيقية تستدعي تحركاً غير مسبوق. فالوقت يحترم والخطر يزداد، والسؤال الذي يظل معلقاً، هل من مُجيب قبل فوات الأوان؟