
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في مشهد يكرّر نفسه بشكل مريب، يتحوّل الفضاء العلاجي للمستشفى الإقليمي في بنسليمان إلى ما يشبه “المجلس” للغرباء والفضوليين، الذين اتخذوا من أروقة المؤسسة الصحية مقراً للتجول دون حاجة أو مرض.
شغلهم الشاغل الوحيد، وكما تؤكد مصادر موثوقة، هو استفزاز رجال الأمن الخاص للمستشفى، وإدخالهم في متاهات من المشادات الكلامية، في محاولة واضحة لاصطياد أي رد فعل يمكن أن يُحَوَّل لاحقاً إلى تهمة اعتداء!
والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح، إلى متى ستستمر هذه المهزلة؟ وإلى متى تظل إدارة المستشفى عاجزة عن حماية حرمتها وهيبتها؟
لقد ناشدت إدارة المستشفى – وفي أكثر من مناسبة – السلطات الأمنية للتدخل لوضع حد لهذه “الشرذمة” التي تستهين بمكانة المؤسسة الصحية وتعرقل سير عملها. لكن يبدو أن نداءاتها ذهبت أدراج الرياح، حيث ما زال هؤلاء يترددون على المستشفى بكل جرأة، دون أي سند قانوني يبرر وجودهم.
الحلقة الأحدث في هذه السلسلة من الاستفزازات كانت مساء يوم الجمعة، عندما قام أحد هؤلاء الأشخاص بزيارته “المعتادة”، ليصطدم – وكالعادة – مع رجال الأمن، منتهياً الأمر به إلى تقديم شكاية ضدهم لدى الشرطة. فهل أصبح الدفاع عن حرمة المستشفى جريمة؟ وهل تحوّل الأمن الخاص من حامٍ للمؤسسة إلى هدف للمشاغبين؟
حان الوقت لكي تتحرك الجهات المعنية بجدية وحزم، وتضع حداً لهذا العبث غير المبرر. فالمستشفيات فضاءات للشفاء وليست ساحات للمناكفات الشخصية واستفزاز الموظفين.
السؤال الذي يظل معلقاً، من يحمي هذه المؤسسة العمومية وأطقمها الطبية والإدارية من أولئك الذين لا يريدون لها إلا الشر؟