
المصطفى الجوي – موطني نيوز
أصبحت ظاهرة انتشار ما يعرف بالتبغ المطعّم أو “الكالة” الذي يطلقون عليها إسم (pablo) في متاجر صغيرة و “الصاكات” ومنافذ بيع عشوائية تهديداً واضحاً للنسيج الاجتماعي والصحة العامة في العديد من المناطق، ومن بينها مدينة بنسليمان. هذا المنتج الذي يظهر بأسماء براقة مثل “كيلا” و”بابلو” و”إترا” وبطعم النعناع والمانجو لم يعد خافياً على أحد، بل أصبح معروضاً بشكل صارخ وكأنه بضاعة عادية في متناول الجميع، بما فيهم تلاميذ المؤسسات التعليمية الذين يستهدفون بشكل مباشر من قبل مروجي هذه السموم دون تمييز السن.
إن انتشار هذه المنتجات الخطيرة بهذا الشكل العلني يطرح سؤالاً ملحاً حول مدى فعالية الرقابة الأمنية على هذه المنافذ، وهل أصبحت المخدرات بمختلف أنواعها، بما فيها “الكالة”، مباحة في وضح النهار؟ إن مشاهدتها معروضة للبيع مع الحلوى والمشروبات أمام أعين الأطفال والمراهقين ليست إلا دليلاً على جرأة المروجين واستخفافهم بالجهات الرقابية. الخطر الأكبر يتمثل في احتواء هذه المنتجات على تركيزات عالية من النيكوتين ومواد كيميائية مجهولة المصدر تسبب إدماناً سريعاً وقوياً، وتؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على القلب والجهاز العصبي، ناهيك عن آثارها المدمرة على الصحة النفسية للمستخدمين.
فمن مخاطر هذا المنتج الصحية الشديدة :
1. محتويات غير معروفة وخطيرة : غالباً ما تحتوي هذه المنتجات على تركيزات عالية جداً من النيكوتين (أعلى بكثير من السجائر العادية) ومواد كيميائية ضارة أخرى لم يتم فحصها أو تنظيمها من قبل الجهات الصحية.
2. الإدمان الشديد : بسبب التركيز العالي للنيكوتين، يؤدي هذا المنتج إلى إدمان سريع وقوي، يصعب التخلص منه.
3. مشاكل القلب والأوعية الدموية : النيكوتين بجرعات عالية يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، خاصة لدى الشباب.
4. آثار نفسية وعصبية : يمكن أن يسبب القلق، والأرق، والدوخة، والرعشة.
5. مخاطر على صحة الفم واللثة : يؤدي استخدامه إلى التهاب اللثة وتقرحات الفم وتسوس الأسنان.
وبالتالي فإن هذه المنتجات غالباً ما تكون مغشوشة وتباع في السوق السوداء دون أي رقابة صحية، مما يزيد من مخاطرها.
إن استهداف العموم بما فيهم التلاميذ و الطلبة في سن مبكرة لممارسة إستعمال هذه المنتجات يعد جريمة في حق البراءة ويستدعي تحركاً عاجلاً وحازماً من قبل الأجهزة الأمنية. لا يمكن التهاون مع هذه الظاهرة التي تفتك بصحة شبابنا ومستقبلهم. نوجه نداء عاجلاً إلى الجهات الأمنية في إقليم بنسليمان الشرطة و الدرك الملكي وسائر الأقاليم للتحرك الفوري لتطهير هذه “الصاكات” من هذه المنتجات القاتلة، وملاحقة مروجيها وتجارها بكل حزم وفقاً للقوانين. كما نطالب بضرورة تكثيف الحملات التوعوية في المؤسسات التعليمية لتحذير الطلاب وأولياء الأمور من مخاطر هذه السموم، والعمل على ملء أوقات فراغ الشباب بأنشطة مفيدة تبعده عن براثن الإدمان. إن مستقبل جيل بأكمله على المحك، والوقت ليس في صالحنا.