
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في عالم كرة القدم، حيث تسود المنافسة كحتمية رياضية، تبرز بعض التجارب التي تثبت أن النجاح ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة لتخطيط استراتيجي محكم وعمل دؤوب. وفي هذا الإطار، يأتي فريق أتلتيك بنسليمان لكرة القدم كحالة تستحق الدراسة والتحليل، حيث تشكلت تحت قيادته الجديدة خارطة طريق طموحة تهدف إلى وضع الفريق في المكانة التي يستحقها.

تقف على دفة قيادة هذه السفينة مجموعة من الكفاءات التي تشكل عقلًا واحدًا متجانسًا. المدرب الرئيسي، منار حفيض، الذي يحمل رؤية تكتيكية واضحة وقدرة على قيادة دفة اللعب في أصعب اللحظات. وإلى جانبه، يقف المساعد التقني بدر شفيفيك، الذي يمثل الذراع الأيمن للمدرب، مساهمًا في ترجمة الأفكار إلى تطبيقات عملية على أرض الملعب. ولا يمكن إغفال دور حارس الأسرار الأخيرة، مدرب الحراس ياسين أطرافي، الذي يبني خط الدفاع الأخير بمنهجية علمية صارمة. هذا الثالوث الفني يشكل نواة صلبة تعمل في انسجام تام لاستخراج أفضل ما لدى اللاعبين.

ولكن، لا يمكن للفريق أن يحلق بعيدًا بدون إدارة قوية تؤمن بالمشروع وتمهد له الطريق. وهنا يبرز دور الرئيس موراد المسعودي، الذي يمثل نقلة نوعية في مفهوم الإدارة الرياضية. فمجيئه من خلفية جمعوية وحقوقية ليترأس ناديًا رياضيًا هو نموذج مشرق لتزاوج السياسة مع الرياضة على طريقة الكبار، حيث تُستثمر الخبرات الإدارية والحنكة المجتمعية في خدمة الرياضة، مما يضفي بعدًا جديدًا على مفهوم الحوكمة داخل الأندية.

وفي الوقت الذي نثمن فيه هذه الخطوة الجريئة، فإننا نوجه تحية إجلال وامتنان للسيد رضوان زينابي، الرئيس السابق للفريق، على كل الجهود التي بذلها خلال فترة ولايته، معترفين بالدور الذي أسهم في كتابة فصول من تاريخ النادي.

الجميع الآن في قارب واحد، الإدارة الطموحة، والجهاز الفني المتماسك، واللاعبون الطامحون، والجماهير الواقفة خلف فريقها في السراء والضراء. الطريق إلى المجد يبدأ بخطوة، وأتلتيك بنسليمان، بهذه الكوكبة من الأطر، قد خطا الخطوة الأصعب. والملعب هو الحكم، والأيام القادمة هي التي ستثبت أن الإرادة تصنع المعجزات.