
مروان الجوي – موطني نيوز
أثارت الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي بخريبكة، التي دعا إليها عامل الإقليم السيد هشام العلوي لمدغري، جدلا واسعا بعدما تحولت قاعة النقاش العمومي إلى ساحة مشادات لفظية غير مسبوقة، فقد وثق مقطع فيديو متداول مشهدا صادما، بطله أحد نواب رئيس المجلس الجماعي، وهو يوجه سبا وشتما وتهديدا مباشرا لأحد المستشارين قائلا :”غانوض لمك دابا” أمام مرآى ومسمع باشا المدينة، في تعبير صادم لا يمت بصلة لأخلاقيات العمل السياسي ولا لفضاءات المؤسسات المنتخبة.
هذا التصرف، الذي يصنف في خانة البلطجة السياسية واستعراض العضلات، أساء بشكل واضح إلى صورة المؤسسة المنتخبة وإلى مصداقية الأغلبية التي أوكلت إليها مهمة تسيير الشأن المحلي، فإذا كان من المفترض أن تكون دورة المجلس فضاء للنقاش المسؤول، وصياغة الحلول التنموية، فإن ما جرى كشف عن هشاشة البنية السياسية داخل الأغلبية، وعجزها عن ضبط خطابها في لحظة اختبار حقيقية.
إن ما وقع يطرح أكثر من سؤال حول مستوى النخبة التي تمثل الساكنة، وحول قدرة هذه الأغلبية على تدبير ملفات المدينة بروح الحكمة والمسؤولية، فالتجاذبات، مهما بلغت حدّتها، لا يمكن أن تبرر الانحدار إلى قاموس الشارع، ولا أن تختزل السياسة في خطاب التهديد والوعيد، بل إن مثل هذه السلوكيات تضعف ثقة المواطن الخريبكي في مؤسساته المنتخبة، وتكرس صورة قاتمة عن العمل السياسي ككل.
إن ما حدث داخل المجلس الجماعي بخريبكة لا يجب أن يُقرأ كحادث معزول، بل كمؤشر مقلق على أزمة أخلاقية وسياسية داخل النخب المحلية، والرهان اليوم لم يعد فقط على تدبير الملفات التنموية، بل على استعادة هيبة المؤسسات المنتخبة واحترام قواعد النقاش الديمقراطي، فالمدينة تحتاج إلى مسؤولين يملكون لغة الحلول لا لغة البلطجة.
ولمشاهدة النقاش العمومي تحت شعار “راه غادي نوض لمك دابا” المرجو الضغط هنا.