عاجل : عمال أوزون الشاوية في بنسليمان صرخة في وجه الإجحاف واللامبالاة (شاهد)

عينة من الأزبال المنتشرة في المدينة وتحديدا بالشارع الرئيسي

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

دخل إضراب عمال شركة أوزون الشاوية في بنسليمان يومه الثاني، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء العمال تحت وطأة الظلم والتعسف الممنهج. فبعد أن خرجوا أمس في وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة، مُعلقين آمالهم على ممثل صاحب الجلالة لسماع مطالبهم، اصطدموا بجدار من اللامبالاة. لم يكلف المسؤول نفسه عناء مغادرة مكتبه المكيف لاستقبال رعايا الملك محمد السادس، الذين ظلت حناجرهم تصدح بنداءات الاستغاثة “عاش الملك”، لكن دون جدوى.

اليوم، انتقل العمال إلى مقر الباشوية، ثم إلى وسط المدينة، التي تختنق تحت جبال من الأزبال، في صورة تنم عن إهمال متعمد من قبل المسؤولين. غياب رئيس الجماعة الترابية، ومدير الاستغلالية، وحتى مندوب الإدارة العامة للشركة، يؤكد أن منطق “العبيد والسيد” ما زال يهيمن على تعامل السلطات مع عمال النظافة. فبدلاً من فتح باب الحوار للاستماع إلى مطالبهم العادلة، التي يأتي على رأسها رحيل المدير المتهم بالاستبداد والتقصير، يتم التشبث به وكأنه عماد الشركة، رغم غيابه الدائم وتقصيره في أداء مهامه بحسب تصريحات المحتجين وعريضتهم.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالعمال كشفوا عن انتهاكات خطيرة، منها تشغيلهم قسراً في فندق الزيايدة، واستغلال آليات الشركة ومحروقاتها لصالح مشاريع خاصة، دون أن تحرك السلطات المحلية ساكناً. بل الأكثر إثارة للاستياء هو تحويل شكايات العمال إلى مجرد أوراق تتراكم على مكاتب المسؤولين، الذين يبدون عدم اكتراث صارخاً بمعاناة هذه الفئة التي تتحمل عبء نظافة المدينة.

وفي مبادرة رائعة وغير مسبوقة تستحق التشجيع، لجأ المستشار حفيظ حليوات بجماعة بنسليمان إلى حشد فعاليات المجتمع المدني وآليات النظافة، بما فيها الجرافات، في محاولة لامتصاص غضب العمال وتنظيف المدينة المتدهورة. ورغم أن هذه الخطوة قد تُحسب إيجابية في سياقها المباشر، إلا أنها تبقى حلولاً ترقيعية لا تلامس جذور الأزمة. فالسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح، إلى متى ستستمر هذه المبادرات الظرفية؟ ولماذا يتم تحريك الآليات فقط عند تفجر الأزمات، بينما تُترك المدينة غارقة في الفساد والإهمال؟

الوضع في بنسليمان يعكس أزمة أعمق من مجرد نزاع عمالي؛ إنه اختبار حقيقي لإرادة السلطات في التعامل مع مطالب الفئات الهشة، واحترام حقوقهم الأساسية. فهل ستستمر سياسة التهميش والتجاهل، أم أن صرخة عمال أوزون ستجد أخيراً آذاناً صاغية قبل أن تتحول المدينة إلى نموذج للانهيار الاجتماعي والبيئي؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن الثمن يدفعه المواطنون والعمال، الذين باتوا بين مطرقة الإجحاف وسندان اللامبالاة.

المرجو الضغط هنا لمشاهدة عينة من الازبال المتراكمة في المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!