
المصطفى الجوي – موطني نيوز
شهد مقر جماعة الزيايدة بإقليم بنسليمان صباح اليوم الجمعة 25 يوليوز 2025 مواجهات حادة بين الساكنة المحلية ورئيس الجماعة، وذلك تزامناً مع انطلاق البحث العمومي الخاص بتفويت أكثر من 180 هكتاراً من الأراضي لصالح إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج الأسمنت والجير. المشهد الذي تحوّل إلى ساحة للاتهامات المتبادلة والمشادات الكلامية، يعكس عمق الأزمة المجتمعية التي أثارها المشروع، وسط مخاوف الساكنة من تداعياته البيئية والاجتماعية.
حضر العشرات من أبناء المنطقة لوضع تعرضاتهم في السجل المخصص للبحث العمومي، معبرين عن رفضهم القاطع للمقلع الذي يرون أنه يهدد أراضيهم الزراعية ومصادر عيشهم. من جهته، اتهم رئيس الجماعة بتجاوز صلاحياته والتواطؤ مع الشركة، فيما ردّ الأخير بتهميش دور المنتخبين واتهام المحتجين بـ”عرقلة التنمية”. المشهد لم يخلُ من صدامات لفظية كادت أن تتحول إلى مواجهات فعلية، في ظل غياب أي ضمانات رسمية تُطمئن السكان.
التفويت الذي يمر عبر آلية البحث العمومي، يُنظر إليه محلياً كمقدمة لمشروع سيؤدي إلى نزع ملكيات واسعة وتدهور الموارد الطبيعية، خاصة في منطقة تعتمد أساساً على الفلاحة والرعي. الأسئلة حول الشفافية والمنفعة المجتمعية تطفو على السطح، خاصة بعدما تحدث بعض الحاضرين عن “غياب دراسات التأثير البيئي والاجتماعي الواضحة”.
الحدث ليس الأول من نوعه في إقليم بنسليمان، حيث تتكرر صراعات مماثلة بين الساكنة والمستثمرين في قطاع المقالع، ما يضع علامات استفهام حول جدوى النموذج التنموي المعتمد. اليوم، تحوّلت قاعة الجماعة إلى مسرح للغضب الشعبي، بينما تنتظر العائلات المتضررة تحركات رسمية تُعيد النظر في المشروع أو تُضمن حقوقها. في غياب حوار مؤسساتي حقيقي، يبدو أن ملف التفويت سيبقى مفتوحاً على المزيد من الاحتقان، في اختبار جديد لموازين القوى بين رأس المال والمجتمع المحلي.
ولمتابعة اجواء ما راج في مقر جماعة الزيايدة اليوم المرجو الضغط هنا.