
حسن سمومي – موطني نيوز
شباب ضائع بين الماضي والحاضر، هل لديهم حقاً الخيار، أم أننا نتحمل جزءاً من المسؤولية في عدم نقل القيم الحقيقية إلى أطفالنا؟ كثيراً ما نخلط بين عائلة منظمة تنجب الأطفال بدافع الحب وبرباط مقدس، وأخرى تتكاثر ببساطة لأسباب تجارية أكثر منها وجودية. على أرض الواقع، نلاحظ الأضرار الناجمة عن غياب التربية واحترام الآخرين، والتي يهملها الآباء عن قصد أو غير قصد، ببساطة لأن لديهم شواغل أخرى ومشاريع غير الاستثمار في القيم الحقيقية وتعليم الأطفال، دون أن ننسى إتقان اللغة التي ستبقى عائقاً في التواصل مع العالم الخارجي الذي يستقبلنا في بيته.
الجمعيات غائبة تقريباً، لا تظهر إلا في المناسبات الاحتفالية آملة في التألق للحصول على وسام في مكان ما. إن وجود القواعد الروحية في حياتنا اليومية يضع لنا قوانين يجب احترامها وعدم تجاوزها، وهو أمر مهم جداً للتوازن الأسري المعتدل، طبعاً دون أن ننسى الواجبات تجاه المجتمع الذي نعيش فيه واحترام القوانين بطبيعة الحال.
نلاحظ أن غالبية الشباب الذين يشغلون السجون في أوروبا هم من أصول مغاربية، يتورطون في تجارة المخدرات والاعتداء الجسدي وتجارة الأسلحة والسطو، ولكن نادراً ما يكون ذلك بسبب الاغتصاب. كل هؤلاء الشباب الذين تذوقوا المال السهل ينتهي بهم الأمر إما برصاصة في الرأس بسبب المنافسة بين التجار، أو محروقين في السيارات. عندما تتدخل الشرطة، يحاولون تقليل الأضرار وأحياناً ينتهي الأمر بشكل سيء للمتاجرين في مسرح العمليات، مما يلخص غالباً النهاية المأساوية.
للحكومة نصيب من المسؤولية في ترك كل هذه المجتمعات مكدسة في مباني وعدم توزيعها على عدة أحياء لتعلم العيش المشترك بين جميع المواطنين من كل الأصول. عندما تحبسونهم في الأحياء الشعبية كالوحوش، ستتعاملون مع وحوش شرسة. في النهاية، من يستفيد من الجريمة؟
حسن سمومي خبير في علم الجريمة