
بنلعايل الحسين – موطني نيوز
في زمن كثرت فيه الأصوات المتلونة، أصبحنا نسمع من يرفع شعارات حب الوطن، وهم في الحقيقة لا يعرفون من الوطنية إلا ما يخدم مصالحهم. يتكلمون عن الوفاء والانتماء، في حين أنهم أول من يطعن الوطن من الخلف، يندسّون في صفوف المؤسسات، ويستغلون مواقعهم لخدمة أجندات خاصة أو أجنبية.
قال جلالة الملك محمد السادس نصره الله:”كن مواطنًا، فإن لم تكن كذلك، فستكون خائنًا، وسيفسح المجال للمواطنين الحقيقيين.”
كلمة قوية تختصر المفهوم الحقيقي للوطنية، فهي ليست كلمات تُقال في المناسبات، بل التزام يومي وسلوك نابع من الإخلاص.
حب الأوطان لا يُقاس بالكلام، بل بالفعل الصادق. في الإدارات، في الأمن، في المدرسة، في الإعلام، في الشارع… المواطن الحق هو من يضع مصلحة وطنه فوق كل اعتبار. أما من يخون ثقته، وينشر الفساد، ويخدم أجندات مشبوهة، فلا مكان له بين الأوفياء.
لقد آن الأوان لتنقية الصفوف من المتسلقين والمنافقين، الذين يتظاهرون بالولاء، وهم في باطنهم يحملون بذور الغدر. فالوطن لا يُبنى بالخونة، بل برجال ونساء أوفياء، يجعلون من حب الوطن منهج حياة، لا مجرد شعار فارغ.
الوطنية الحقيقية لا تحتاج إلى تبرير، بل إلى إثبات…والأوطان لا تحميها الكلمات، بل تحميها المواقف.