حسن فولان..نجمٌ أضاء سماء الفن المغربي من قلب الحي المحمدي في الدارالبيضاء

رفقة الفنان حسن فولان

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

من قلب الحي المحمدي، حيث تتراقص حكايات المقاومة وتتفتّح براعم الإبداع، وُلد فنانٌ سكن القلوب بضحكته الصادقة وأدواره العميقة. إنه حسن فولان، الذي أبصر النور في الثاني من غشت عام 1954، ليخطّ مسيرة فنية استثنائية، محفورة في ذاكرة الفن المغربي.

لم تكن مجرد صدفة أن تتفتّح موهبة هذا الفنان الفذّ في حيٍّ ينبض بالحياة والنضال، فمنذ نعومة أظافره، تشبّع بروح الأصالة والعزيمة التي طبعت مسيرته الفنية. في عام 1973، خطا حسن فولان أولى خطواته الأكاديمية نحو عالم الفن، ملتحقاً بالمعهد البلدي للموسيقى والمسرح. هناك، تحت إشراف أساتذة كبار أمثال الطيب لعلج، أحمد الصعري، وفريدة بورقية، صقل موهبته وتعمّق في فنون الأداء، ليصبح تلميذاً نجيباً في مدرسة الإبداع المغربي.

من خشبة المسرح، انطلقت شرارة مسيرته الفنية، حيث أبدع في العديد من المسرحيات التي لا تزال أصداؤها تتردد في الأذهان. من “شرح ملح” و”حسي مسي” إلى “حب وتبن” و”باب الوزير”، مروراً بـ”دار السي العربي” و”العقل والسبورة”، وصولاً إلى “شارب عقلو” و”المدير الجديد”، قدّم فولان باقة من الأدوار التي جسّدت تنوع موهبته وقدرته على التماهي مع مختلف الشخصيات، سواء كانت كوميدية أو درامية. لم يكتفِ المسرح باحتضان موهبته، بل كان نقطة انطلاق نحو آفاق أرحب في عالم السينما والتلفزيون.

في السينما، ترك حسن فولان بصمة لا تُمحى بأدواره المتنوعة التي جمعت بين العمق الإنساني واللمسة الكوميدية الراقية. من “نهار تزاد طفا ضو” (2011) إلى “أحلام مؤجلة” (2015)، ومن “شوك الورد” (2023) إلى “بنت الفقيه” (2025) و”الغادي” (2022)، أظهر فولان قدرة فائقة على تجسيد شخصيات مختلفة، تاركاً أثراً عميقاً في نفوس المشاهدين. كما تألق في أفلام مثل “لبنى وعمي لخضر” (2021)، “البليزة” (2020)، “Batima 42” (2019)، “طاكسي بيض” (2017)، “نوح لا يعرف العوم” (2017)، “بوغابة” (2013)، “يما” (2013)، و”شمس القنديل” (2011)، ليثبت أنه فنان شامل لا يعرف حدوداً للإبداع.

وعلى الشاشة الصغيرة، كان لحسن فولان حضورٌ طاغٍ، حيث شارك في العديد من المسلسلات التي حظيت بمتابعة جماهيرية واسعة. من “السراب” (1998) و”زايد ناقص” (2001) إلى “موعد مع المجهول” (2004) و”المستضعفون” (2006)، ومن “ساعة في الجحيم” (2008) إلى “جحا يا جحا ج2” (2010)، أثبت فولان أنه نجم الشاشة بامتياز. كما أبدع في مسلسلات مثل “ناس الحومة” (2013)، “زين البيار” (2014)، “حبال الريح” (2015)، “ولا عليك” (2018)، “مرضي ميمتو” (2018)، “مرجانة” (2020)، “دار الهنا” (2021)، “ولاد المرسى” (2021)، “فلوكة” (2022)، “رحلة العمر” (2024)، و”الشرقي والغربي” (2025)، ليصبح جزءاً لا يتجزأ من المشهد الدرامي المغربي.

لم تقتصر إسهامات حسن فولان على التمثيل فحسب، بل امتدت لتشمل عالم الإنتاج، حيث كان منتجاً منفذاً لعملين بارزين هما “شوك الورد” (2023) و”المستضعفون” (2006)، ومديراً للإنتاج في فيلم “شمس القنديل” (2011). هذه الأدوار خلف الكواليس كشفت عن جانب آخر من موهبته، مؤكدةً أنه فنانٌ متكامل، يمتلك رؤية فنية شاملة.

كما كان له حضورٌ في البرامج التلفزيونية، حيث استضافه برنامج “رشيد شو” في عام 2013، ومن المنتظر أن يشارك في برنامج “مع الفاميلا” عام 2025، مما يؤكد استمرارية حضوره وتألقه في المشهد الإعلامي.

حسن فولان، ليس مجرد فنان، بل هو قصة نجاح وإلهام، تجسّد شغفاً لا ينضب بالفن، والتزاماً راسخاً بتقديم الأفضل. مسيرته الفنية الغنية والمتنوعة، من المسرح إلى السينما والتلفزيون والإنتاج، جعلت منه أيقونة فنية، وواحداً من أبرز الوجوه التي أثرت الساحة الفنية المغربية. سيظل اسمه محفوراً في سجلات الإبداع، شاهداً على موهبة فذة، وإرث فني خالد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!