
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في خطوة تعكس الإرادة الصلبة لتطبيق القانون وفرض هيبة الدولة، وتجسيداً للتوجهات الوطنية الرامية إلى تحرير الملك العام من كافة أشكال الاحتلال غير القانوني، قاد باشا مدينة المنصورية، المسؤول الأول عن السلطة المحلية بالمدينة، حملة واسعة النطاق أسفرت عن تحرير مساحات شاسعة ظلت محتلة لعقود طويلة، في سابقة هي الأولى من نوعها بالمنطقة.

فمنذ التحاقه على رأس باشوية المنصورية، عرف المسؤول الجديد بما يتميز به من كاريزما رجل السلطة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبجديته في التعاطي مع الملفات الشائكة التي عمرت طويلاً. وفي هذا الإطار، وانخراطاً منه في البرنامج الوطني لتحرير الملك العام، لم يتردد الباشا في مواجهة التحديات الكبرى التي استعصت على من سبقوه.

وشهد يوم الإثنين، الثاني من يونيو 2025، يوماً فارقاً في تاريخ المدينة، حيث تمكن باشا المنصورية، بحزمه المعهود، من التصدي لأكبر وأقدم حالات احتلال الملك العام بالمدينة. فقد أشرف شخصياً على عملية إخلاء وتحرير المساحات التي كانت تحتلها مقهى “كنيسيا” ومقهى “لمدراگ” الشهيرتين، واللتين بقيتا تستغلان الملك العام لعقود دون وجه حق. ولم تتوقف العملية عند هذا الحد، بل شملت أيضاً بائع الفخار والديكور الذي بسط سيطرته على مساحة شاسعة لأزيد من ثلاثين عاماً، في تحدٍ صارخ للقانون، ولم يقوَ أي مسؤول سابق على زحزحته من مكانه.

هذه الخطوة الجريئة لباشا المنصورية لاقت استحساناً واسعاً لدى ساكنة المدينة والمتتبعين للشأن المحلي، الذين رأوا فيها تطبيقاً فعلياً لمبدأ سيادة القانون وإنهاءً لحالة التسيب التي طال أمدها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة ليست معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة من التدخلات التي قام بها الباشا لإخلاء الملك العام في مناطق متفرقة بالمدينة، مؤكداً أن ما تم إنجازه ليس سوى البداية لاستعادة كافة المساحات العمومية المحتلة.

وفي سياق متصل، يطرح هذا الإنجاز الهام بمدينة المنصورية تساؤلات حول الوضع في مدن مجاورة، وعلى رأسها مدينة بوزنيقة. ففي الوقت الذي نجح فيه باشا المنصورية في إنهاء احتلال دام لعقود، لا تزال حالة مشابهة قائمة بمدينة بوزنيقة، حيث يحتل بائع الفخار، يعرض أيضاً حليب الإبل ومشتقاته، موقعاً استراتيجياً قرب مقر الحريسة الملكية، وذلك دون أي سند قانوني. ورغم وضوح المخالفة، لم يجرؤ باشا بوزنيقة حتى الآن على اتخاذ إجراء مماثل لما قام به نظيره في المنصورية.

فهل ستكون خطوة باشا المنصورية الشجاعة حافزاً لنظيره في بوزنيقة ليحذو حذوه ويقوم بإخلاء الملك العام من محتليه، أم أن الأمر سيبقى مستحيلاً، وستظل بعض الجيوب خارجة عن سلطة القانون؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال.
