
المصطفى الجوي – موطني نيوز
لا يبدو أن مسلسل الاختلالات والتجاوزات الصارخة التي تعصف بمقلع “بئر خليفة” الشهير بتراب سيدي يحيى زعير سيقف عند هذا الحد، بل إن تداعياته الكارثية وممارساته المشبوهة قد تم تصديرها بنجاح لتضرب بجذورها في عمق تراب إقليم بنسليمان، وتحديداً داخل النفوذ الترابي لجماعة عين تيزغة، حيث يقبع مقلع “أگريگام”، الذي تحول إلى بؤرة جديدة للفوضى والتسيب. هذا المقلع، الذي استأنف نشاطه مؤخراً بعد فترة توقف قيل إنها بسبب نزاعات بين الورثة، يجد نفسه اليوم غارقاً في مستنقع من المشاكل القانونية والأخلاقية، تتكشف فصولها تباعاً.
فقد توصل “موطني نيوز” بوثائق دامغة، من ضمنها مقال استعجالي رسمي تم توجيهه إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببنسليمان، يهدف بشكل مباشر إلى طرد محتل من ملك الغير. الدعوى رفعها السيد (ح.ب) في مواجهة شركة “أگريگام”، ممثلة في شخص ممثلها القانوني الكائن بدوار الكدية بجماعة عين تيزغة، متهماً إياها بالترامي السافر واحتلال جزء من ملكه الخاص والمحفظ، دون أي وجه حق أو سند قانوني يبرر هذا الاعتداء الصارخ على الملكية الخاصة، وهو ما يثبته بشكل قاطع محضر المعاينة وإثبات الحال المرفق بالشكاية، كدليل مادي لا يقبل الجدل.
لكن فصول هذه المأساة لا تتوقف هنا، فمقلع “أگريگام” ليس سوى صورة طبق الأصل، ونسخة لمقلع “بئر خليفة”. فإذا كان الأخير يستخرج ثروات المنطقة بإنتاج يومي يقدر بحوالي 16000 متر مكعب (1000شاحنة)، بينما لا يصرح إلا بالفتات الذي يمليه عليه نائب رئيس جماعة سيدي يحيى زعير المكلف بالرخص، في صفقة مشبوهة مقابل تشغيل ثلاثة من أبنائه وتوفير غطاء وحماية له من طرف السلطة المحلية، التي يصل تواطؤها حد تشغيل عون سلطة بذات المقلع ليلاً بينما يمارس مهامه الإدارية بالملحقة الإدارية نهاراً، في ازدواجية فاضحة للمهام وتضارب صارخ للمصالح، فإن مقلع “أگريگام” المملوك لنفس الشخص الذي يقف خلف “بئر خليفة”، يمارس لعبة تحايل أكثر دهاءً على حساب جماعة عين تيزغة.
تدعي الشركة بهتاناً أنها لا تستخرج إنتاجها من تراب الجماعة، لتتهرب من أداء المستحقات والرسوم، بينما الحقيقة المرة هي أنها تأتي بالأحجار من تراب سيدي يحيى زعير وتحديدا من مقلع “بئر خليفة” لتقوم بطحنها وتجهيزها بتراب عين تيزغة، مستفيدة من شبكة حماية ودعم واسعة داخل الإقليم، سواء على مستوى الجماعة أو السلطة المحلية، وهو الملف الشائك الذي سنعمل على كشف خيوطه وتفاصيله الدقيقة في الأيام القليلة القادمة.
ولم يتوقف الجشع عند هذا الحد، بل امتد ليطال الطريق العام، الذي تم احتلاله وتحويله إلى قنطرة خاصة تربط بين مقلعي “أگريگام” و”بئر خليفة”، مانعة بذلك الساكنة المحلية من حقها في استعمال المرفق العام، في استهتار تام بالقانون وحقوق المواطنين. إننا نعد بالكشف عن حجم الإنتاج اليومي الحقيقي لكلا المقلعين بحسب ما نتوفر عليه من معطيات، وفضح كل المتورطين والمتواطئين في هذه الشبكة، فانتظرونا.