بن كيران وحماس..خيانة الصحراء المغربية لا تُغتفر!

المصطفى الجوي

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

لا يُعقل أن يصل الانحدار إلى هذا الحد! لا يُصدق أن يُدار ظهرٌ للوطن بهذه الوقاحة، وأن تُباع قضية الصحراء المغربية في سوق النفاق السياسي الرخيص! السيد عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يعلن عن مؤتمره الحزبي، ويُفاخر بأن عشرين ألف منخرط قد غادروا الحزب، وكأن الأمر مجرد رقم عابر في سجل الإفلاس السياسي! لكن السؤال الذي يتفاداه بن كيران ومن معه هو : لماذا هرب منكم عشرون ألف مغربي؟ لماذا تخلوا عنكم؟ الجواب بسيط: لأنكم لم تعودوا تمثلون إلا أنفسكم، لأنكم اخترتم التبعية على الاستقلال، والمصلحة الضيقة على المبدأ الوطني!  

لكن الأكثر استفزازاً هو ذلك الإعلان الصادم عن دعوة “حماس” لحضور المؤتمر، بينما يُستثنى الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، الحليف الحكومي! أي مفارقة هذه؟ أي لعبة قذرة تُحاك هنا؟ كيف يتحول الحليف إلى عدو، ويُستدعى عدو الوطن إلى قلب الحدث السياسي المغربي؟ والسؤال الأكثر إلحاحاً : أي “حماس” هذه التي تتحدثون عنها؟ هل هي “حماس” لبنان، أم “حماس” الأردن، أم “حماس” قطر، أم “حماس” غزة التي تتاجر بدماء الفلسطينيين تحت راية النفاق؟ أم أنكم تبحثون عن أي فرع من فروع الإخوان الإرهابية لترفعوا شعاراتكم الفارغة؟  

ولكن دعونا نصل إلى صلب الموضوع، لأن القضية ليست مجرد دعوة، بل هي قضية موقف واضح من الصحراء المغربية! السيد بن كيران، هل تعلم أن “حماس” بكل فصائلها وتشكيلاتها الإخوانية لم تعترف يوماً بالصحراء المغربية؟ هل تعلم أنهم كانوا ولا يزالون في صف أعداء وحدة المغرب الترابية؟ هل نسيت أنهم يغازلون البوليساريو ويدعمونها في العلن والخفاء؟ أم أنك تعلم كل هذا وتتجاهله عمداً لأن ولاءك للإخوان أهم من ولائك للمغرب؟  

لنكن واضحين : من لا يعترف بالصحراء المغربية، من لا يُجهر بسيادة المغرب على أراضيه، من يلعب على الحبلين ويتاجر بالقضية الفلسطينية لخدمة أجندات خارجية، فهو غير مرحب به في هذه الأرض! المغرب قدم للقضية الفلسطينية أكثر مما تتحمله أي أمة، لكن “حماس” والسلطة الفلسطينية لم يقدموا لنا سوى الخيانة وازدواجية المعايير! يأكلون مع الذئب ويندبون مع الراعي، يمدون أيديهم للمساعدات المغربية بينما يطعنوننا في الظهر مع رعاة الارهاب!  

وهنا نسأل بن كيران : هل تعتقد أن دعوتك لبعض قادة “حماس” هي محاولة لـ”تكفير” خطيئة سلفك سعد الدين العثماني، الذي قبل التطبيع مع إسرائيل؟ هل تظن أن هذه المسرحية الهزلية ستنطلي على أحد؟ هذه ليست سياسة، بل هي “تبرهيش” من الدرجة الأولى! أنت تريد أن تبيع للمغاربة وهم الانتماء للقضية الفلسطينية بينما تخون القضية المغربية الأولى وهي الصحراء!  

لكن لنقلها لك ولحزبك ولـ”حماس” ولأي كان : المغرب ليس ساحة للمزايدات! الشعب المغربي لن يتنازل عن حبة رمل واحدة من صحرائه، ولن يقبل بأن يُستدعى إلى أرضه من يشكك في وحدته! الصحراء المغربية ليست موضوع تفاوض، وكل من يقف ضدها هو عدو للوطن، بغض النظر عن انتماءاته أو شعاراته!  

ولتكن الرسالة واضحة : أي عضو في “حماس” أو أي تنظيم إخواني بما فيهم السلطة الفلسطينية يدخل المغرب دون أن يصرح أمام الكاميرات بأن الصحراء مغربية، وأن الصحراء الشرقية مغربية، فهو غير مرحب به، بل سنعتبره عميلاً للبوليساريو وعنصراً معادياً للوحدة الترابية! نحن لسنا مستعدين لاستقبال خونة، ولن نسمح لأحد أن يلعب بورقة الصحراء كما يشاء!  

أما بن كيران وحزبه، فليعلموا أن الشعب المغربي لم يعد يثق في خطابهم المزدوج. لقد كشفتم عن حقيقتكم عندما فضلتم الولاء للإخوان على الولاء للوطن. لكن تذكروا جيداً : المغاربة لن يسامحوا من يتاجر بتراب الوطن، وسيقفون كالجدار أمام أي محاولة للنيل من سيادتهم.  

ولنكن صريحين، القضية الفلسطينية لم تعد ذريعة مقنعة لتبرير الخيانة! نحن نعلم أن “حماس” وقياداتها يعيشون في قصور قطر ويتمتعون بأموال النفط بينما الشعب الفلسطيني يعاني. فلماذا نستضيف من لا يحترمنا؟ لماذا نفتح أبوابنا لمن يعادينا؟  

كفى نفاقاً! كفى ازدواجية! المغرب فوق الجميع، والصحراء خط أحمر! ومن لا يعجبه هذا الكلام، فليبحث عن مكان آخر يلوذ به، لأن أرض المغرب ليست للخونة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!