
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في وضح النهار، وبين أعين السلطات التي “لا تنام”، تُغتصب أراضي الملك العام في حي جوهرة سيدي مومن بالدار البيضاء! المشهد ليس جديدًا، لكن ما تم الكشف عنه هذه المرة تصل إلى حد الاستفزاز المُمنهج، وكأننا أمام “دويلة” داخل الدولة، تُدار بعقلية المافيا، حيث الباعة الجائلون يحكمون، والسلطة أنداك نجهل هل كانت تتفرج أم لا علم لها أم ماذا؟ والأكثر إثارة للاشمئزاز؟ غياب المسؤولين السابقين عن ساحة الواجب بذرائع “مختلفة”! فمن المسؤول عن ترك حي كامل يُذبح تحت ساطور الفوضى؟
في مشهد يُشبه الأفلام السينمائية، ظهر القائد الشاب “وديع” كبطل منفرد، يُحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من براثن الفوضى. تعامل بحزم ومهنية، وكشف – دون أن يقصد – عورات من سبقوه ممن ناموا في العسل بينما كان الحي يُنهب! لكن، هل يكفي قائد واحد لمواجهة مافيا احتلال ممنهج؟ وهل يُعقل أن تُترك معركة بهذا الحجم لفرد وحيد بينما “القيادات الكبرى” تتنعم بعطلها؟!
السؤال الذي يصرخ به كل المغاربة من طنجة إلى الكويرة : أين كانت المصالح الأمنية عندما بدأ أول بائع جائل يغتصب مترًا من الملك العام؟ لماذا لم تُحاسب وزارة الداخلية كل المتورطين في هذه الكارثة العمرانية التي حوّلت الحي إلى سوق عشوائي؟ كيف سُمح بتحويل منطقة سكنية إلى مزبلة اقتصادية تُدار بعقلية “السطو المسلح” على أراضي الدولة؟ الحقيقة المُرة التي لا تحتاج إلى دليل : هناك تواطؤ! فما حدث في جوهرة سيدي مومن ليس “زلة قدم”، بل هو نتيجة سياسة التساهل المُتعمدة، والتي تسببت – ولا تزال – في انتشار العشوائيات كالنار في الهشيم!
نشكر وزارة الداخلية على خطوتها الأخيرة، لكن الحملة تبقى ناقصة طالما لم تُقدّم للعدالة كل من ترَبح من الفوضى وبنى ثروته على أنقاض القانون، وتغاضى عمدًا عن التجاوزات مقابل “مظاريف الصمت”، وحوّل الحي إلى غيتو عشوائي ثم اختفى كالفأر عندما اشتعلت النيران! فليعلم الجميع أن المغاربة لم يعودوا يُصدقون خطابات التهدئة، ولا ينخدعون بحملات “الترقيع” المؤقتة. ما حدث في جوهرة سيدي مومن هي جريمة إدارية كاملة الأركان، والمسؤولون عنها يجب أن يُحاسَبوا – ليس بالتوبيخات الإعلامية – بل بالمحاكمات العلنية! لأن ما تم رصده من قبل موطني نيوز يندى له الجبين ويخدش الحياء بإغتصاب منعدمي الضمير لمساحات شاسعة بمباركة من ساهموا وقصروا في أداء واجبهم الوطني الذي ادوا القسم أثناء تخرجهم.
كفى من التغاضي! كفى من “العطل المهنية” في أوقات الأزمات! المغرب يتغير، وشعبنا لم يعد يقبل بحكام يُشبهون “حراس المقابر” – حاضرين عند الدفن، غائبين عند البناء! إن كانت لكم كرامة الضمير، فليكن “وديع” مثالًا لكم.. وإلا فالشارع لن ينتظركم طويلًا!