المؤرخ المغربي المعطي منجيب يخوض إضرابًا عن الطعام بسبب منعه من السفر خارج أرض الوطن

المؤرخ المغربي المعطي منجب رفقة صديقه محمد متلوف رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين المثقفين والسلطات، أعلن المؤرخ والحقوقي المغربي البارز، المعطي منجيب، دخوله في إضراب عن الطعام، احتجاجًا على قرار منعه من السفر إلى الخارج. هذا القرار، الذي وصفه منجيب بـ”التعسفي”، جاء ليعيق مشاركته في ندوة أكاديمية مرموقة بجامعة السوربون في باريس، حيث كان من المقرر أن يلقي محاضرة بعنوان “ربيع الشعوب في تونس 2011-2021”.

ونشر منجيب، المعروف بمواقفه النقدية وتحليلاته العميقة لمسار الثورة التونسية، تدوينة على صفحته الخاصة بموقع “فيسبوك”، كشف فيها تفاصيل الواقعة. وكتب : “تلقيت دعوة رسمية من جامعة السوربون لإلقاء محاضرة تتناول تجربة تونس خلال العقد الماضي، لكنني فوجئت اليوم بمنعي من مغادرة مطار الرباط-سلا، رغم امتلاكي تذكرة السفر وجواز سفر ساري المفعول”. وأضاف في نبرة تحمل مزيجًا من التحدي والأسى : “قررت الدخول في إضراب عن الطعام حتى يُرفع هذا المنع الظالم، أو على الأقل يُفسر لي سببه”.

الواقعة أثارت موجة من التضامن والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات التي تستهدف حرية التنقل والتعبير. ويُعد منجيب، بصفته مؤرخًا وناشطًا حقوقيًا، صوتًا بارزًا في الساحة المغربية، حيث كثيرًا ما انتقد تراجع المكتسبات الديمقراطية التي تحققت بعد ثورة 2011. كما أن إسهاماته الأكاديمية جعلته شخصية محترمة على المستوى الدولي، مما يزيد من حساسية هذا القرار.

لم تصدر السلطات المغربية أي تعليق رسمي حتى الآن حول أسباب منع منجيب من السفر، وهو ما يفتح الباب أمام التكهنات حول دوافع القرار. فهل يتعلق الأمر بمواقفه الناقدة؟ أم أن هناك إجراءات قانونية لم يُعلن عنها؟ الصمت الرسمي يُضفي طابعًا من الغموض على القضية، فيما يرى مراقبون أن مثل هذه الإجراءات قد تُعزز شعور المثقفين بالتهميش في مرحلة دقيقة من تاريخ تونس.

إضراب منجيب عن الطعام ليس مجرد احتجاج شخصي، بل رسالة رمزية تحمل في طياتها دعوة للتفكير في حدود الحرية الفردية والجماعية في مغرب اليوم. ومع تصاعد الأصوات المطالبة بتوضيح الأسباب ورفع القيود، يبقى السؤال معلقًا : إلى أين يتجه “ربيع الشعوب” الذي حلم به المغاربة، وهل ما زالت جذوته متقدة أم أنها بدأت تخبو تحت وطأة التحديات؟

في انتظار تطورات هذه القضية، يظل المعطي منجيب رمزًا للمقاومة الفكرية، يُذكّر الجميع بأن الصوت الحر قد يُكبل لكنه لا يُسكت بسهولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!