بنسليمان : توقيع اتفاقية شراكة لتعزيز الخدمات التربوية للسجناء

توقيع إتفاقية شراكة لفائدة السجناء في بنسليمان

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

شهدت مدينة بنسليمان يوم أمس الثلاثاء 25 مارس 2025، مراسم توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ببنسليمان، ومؤسسة السجن المحلي، ومركز الإصلاح والتهذيب. وتهدف هذه الاتفاقية إلى الارتقاء بالخدمات التربوية المقدمة لفائدة السجناء، في خطوة تعكس التزام الأطراف الموقعة بتعزيز الإدماج الاجتماعي لهذه الفئة.

وتندرج هذه المبادرة في إطار مأسسة علاقات التعاون القائمة بين الجهات الثلاث، كما تتوج الجهود المشتركة لتطوير وتجويد الخدمات التربوية داخل المؤسسات السجنية. وتأتي الاتفاقية كذلك في سياق تنفيذ بنود اتفاقية الشراكة الإطار الموقعة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في أغسطس 2024، والتي وضعت أسس التعاون بين القطاعين لدعم التعليم وإعادة التأهيل.

وحددت الاتفاقية جملة من الأهداف الطموحة، من بينها وضع وتنفيذ برامج تربوية وتكوينية مشتركة تستهدف السجناء، مع التركيز على تعزيز فرص الاستفادة من التعليم الرقمي والتعليم عن بعد. وفي هذا السياق، تسعى الأطراف إلى تمكين السجناء من الولوج إلى المنصات الرقمية التي طورتها الوزارة، وعلى رأسها منصة “تلميذ تيس” (Telmid Tice)، التي توفر محتوى تعليميًا غنيًا ومتنوعًا.

كما تشمل الاتفاقية تجويد برنامج التربية غير النظامية الأساس داخل السجون، مع مراعاة خصوصيات السجناء، لاسيما نزلاء مركز الإصلاح والتهذيب، من خلال فتح مركز “الفرصة الثانية – الجيل الجديد”، الذي يهدف إلى منح هؤلاء فرصة جديدة للتعلم والتأهيل.

وفي تصريح لها عقب التوقيع، أكدت المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببنسليمان، الأستاذة أسماء حيدي، أن هذه الاتفاقية ستشكل رافعة للنهوض بالخدمات التربوية داخل المؤسسات السجنية، مشيرة إلى أنها ستدعم جهود إدارة السجون في توفير فرص التعلم واستكمال الدراسة للسجناء. وأضافت أن الاتفاقية ستتيح أيضًا تطوير قدرات الأطر العاملة في هذه المؤسسات من خلال برامج تكوينية مشتركة تلبي احتياجاتهم المهنية.

من جانبه، أعرب مدير السجن المحلي، السيد كمال فريد، عن ارتياحه لهذا التعاون، مؤكدًا أن الاتفاقية تتوج علاقات الشراكة القائمة بين الطرفين، وستمكن من تحقيق الأهداف التربوية والاجتماعية المرجوة عبر تصميم مشاريع وبرامج مشتركة. وفي السياق ذاته، أبرز مدير مركز الإصلاح والتهذيب، السيد النافع الحافظ، أهمية هذه الخطوة بالنسبة للسجناء اليافعين، مشيرًا إلى أن الاتفاقية ستدعم المركز في أداء مهامه التربوية والإدماجية على النحو الأمثل، بفضل التأطير والدعم المقدم من قطاع التربية الوطنية.

وجرت مراسم التوقيع بمكتب المديرة الإقليمية، بحضور رؤساء المصالح الإدارية بالمديرية الإقليمية، إلى جانب الأطر المساعدة المكلفة بالإدماج الاجتماعي في المؤسستين السجنيتين. وتعد هذه الخطوة نموذجًا متقدمًا للتعاون بين القطاعات الحكومية لخدمة فئة السجناء، بهدف إعادة تأهيلهم وتسهيل اندماجهم في المجتمع بعد انتهاء فترة عقوبتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!