
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في الوقت الذي يفترض أن يكون شهر رمضان المبارك فرصة للتضامن والتكافل الاجتماعي، يجد المواطنون في بنسليمان أنفسهم، مرة أخرى، أمام مشهد مؤسف يتكرر بلا هوادة. فقد أثارت عرقلة توزيع “قفة رمضان”، التي تبرع بها محسنون لدعم الأسر المحتاجة، استياءً واسعًا بين الساكنة، خاصة مع تداول معلومات تشير إلى أن كميات كبيرة من المواد الغذائية ظلت حبيسة المستودعات وقد ينتهي بها المطاف برميها في المزابل بعد انتهاء صلاحيتها، بدلاً من أن تصل إلى موائد المستحقين.
هذا الواقع ليس جديدًا على العمالة، فقد شهدت السنوات الماضية تعثرات مماثلة أثارت غضب السكان ودفعت بالكثيرين إلى المطالبة بتحقيقات شفافة، لكن يبدو أن الدروس لم تُستخلص، والممارسات ظلت على حالها، مما يثير تساؤلات حول وجود جهة أو أفراد يعملون بطريقة منهجية للحيلولة دون وصول هذه المساعدات إلى أهلها. فمن يقف وراء هذه العرقلة؟ وما الدوافع التي تجعل هذه المواد تُهمل حتى تفسد ولا تصل إلى مستحقيها؟
المشهد يزداد قتامة عندما نرى هذه التبرعات، التي قدمها المحسنون بسخاء وفي كل عام، تتحول إلى نفايات في مشهد يتناقض مع قيم الشهر الفضيل، مما يدفعنا إلى التساؤل : هل هناك تعمد في إقصاء المواطنين؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن المستفيد من هذا الإهمال؟ إن المسؤول الذي يتدخل لعرقلة هذه العملية لا يدفع من جيبه شيئًا، بل يتصرف في أمانة يفترض أن تُحترم، فكيف يُسمح له بذلك دون محاسبة؟
وفي هذا السياق، تتجه الأنظار نحو السيد سمير اليزيدي، عامل إقليم بنسليمان، الذي يُفترض أن يكون الضامن الأول لضبط هذه التجاوزات، فما موقفه من هذه الممارسات المرفوضة التي تتكرر تحت إشرافه؟ هل سيتخذ إجراءات صارمة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، أم أن الصمت سيبقى سيد الموقف كما في السابق؟ غياب تدخل حاسم قد يُفسر على أنه تقاعس، وهو ما يرفضه المنطق والأخلاق.
إن تكرار هذه الواقعة يستدعي فتح تحقيق عاجل وشفاف لتحديد المسؤوليات وكشف من يقف وراء هذا الإهمال، فالمواطنون في بنسليمان ليسوا بحاجة إلى وعود جوفاء، بل إلى أفعال تضمن حقهم في العيش الكريم، خاصة في شهر يرمز للعطاء، والمحسنون يستحقون أن يروا تبرعاتهم تصل إلى أهدافها بدلاً من أن تُهدر.
ومتى ستتوقف هذه الممارسات؟ ومتى سيتحمل المسؤولون تبعات أفعالهم؟ إن بنسليمان تستحق إجابات واضحة، ومواطنوها يستحقون أكثر من وعود تذهب أدراج الرياح.
كما أننا في موطني نيوز سنتابع هذا الملف حتى لا تتكرر نفس الممارسات وتتعرض تلك المواد للتلف والرمي في الق