![](https://mawtininews.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG_4344-300x188.jpeg)
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في ظل الجدل الدائر حول تعديل مدونة الأسرة، تستعد الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بإقليم بنسليمان لتنظيم مهرجان خطابي يوم السبت 8 فبراير 2025 بالمركز الثقافي في المدينة، وذلك بحضور شخصيات سياسية بارزة من الحزب، يتقدمهم الأمين العام ورئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، إلى جانب النائبة البرلمانية هند بناني، ورئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية سعادة بوسيف.
يأتي هذا الحدث في سياق نقاش وطني متزايد حول مستقبل مدونة الأسرة، حيث تسعى الحكومة إلى إدخال تعديلات جوهرية عليها تتماشى مع تطورات المجتمع المغربي ومتطلبات المساواة بين الجنسين، وهو الأمر الذي يثير انقسامًا واضحًا بين مختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين. ويُعرف حزب العدالة والتنمية بموقفه الرافض لأي تعديلات قد يعتبرها “تمس بالمرجعية الإسلامية” التي استندت إليها المدونة عند صياغتها الأولى، وهو ما يجعل مشاركته في هذا النقاش ذات أهمية كبرى، بالنظر إلى تأثيره في الأوساط المحافظة.
المهرجان الخطابي المرتقب سيكون فرصة للحزب للتعبير عن موقفه بشكل علني أمام أنصاره، حيث يُتوقع أن يركز عبد الإله بنكيران في كلمته على انتقاد التوجهات الحكومية الحالية بشأن الأسرة، في استمرار لنهجه السياسي الذي يعتمد على مخاطبة المشاعر الشعبية واستنهاض القواعد الانتخابية للحزب. ومن جانبها، ستتولى هند بناني تقديم رؤية الحزب داخل المؤسسة التشريعية، بينما ستسعى سعادة بوسيف إلى إبراز الدور الذي تلعبه منظمة نساء العدالة والتنمية في الدفاع عن “قيم الأسرة المغربية”.
ويرى المراقبون أن هذا الحدث يأتي ضمن محاولات الحزب لاستعادة موقعه السياسي بعد التراجع الذي شهده في الانتخابات الأخيرة، إذ يبدو أن رهانه على القضايا ذات الطابع الاجتماعي والأخلاقي يأتي في سياق استعادة جزء من شعبيته التي تأثرت بفعل المتغيرات السياسية. غير أن هذا التوجه يواجه انتقادات حادة من قبل التيارات التقدمية والحقوقية التي ترى أن مواقف الحزب تعكس توجهًا محافظًا قد يعرقل جهود تحديث مدونة الأسرة وجعلها أكثر استجابة لمتطلبات العصر.
من المتوقع أن يشهد المهرجان الخطابي تفاعلًا واسعًا، سواء من داخل الحزب أو خارجه، خصوصًا أن قضية تعديل مدونة الأسرة تظل من بين القضايا الأكثر إثارة للنقاش في المغرب اليوم. وبينما يسعى حزب العدالة والتنمية إلى توظيف هذا الملف لإعادة ترتيب أوراقه السياسية، يبقى السؤال المطروح: هل سينجح في التأثير على مجريات النقاش الوطني حول المدونة، أم أن مواقفه ستزيد من عزله في المشهد السياسي؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن ذلك.
![](https://mawtininews.com/wp-content/uploads/2025/02/e6a878e9-22be-4e20-b028-167c8de65ff3-723x1024.jpeg)