المصطفى الجوي – موطني نيوز
في ظل الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها العديد من المواطنين، تبرز أحيانًا قصص إنسانية تذكرنا بأن القيادة الحقيقية ليست في المناصب بل في الأفعال. هذه المرة، كان بطل القصة السيد سيدي هشام العلوي، المندوب الإقليمي الجديد للإنعاش الوطني في بنسليمان، الذي تم تعيينه في أكتوبر 2024. ففي صباح يوم الاثنين 20 يناير 2025، رصدته عدسة “موطني نيوز” رفقة السيد مروان الموظف بذات المندوبية وهو يقوم بعمل إنساني غير مسبوق، يؤكد من خلاله أن القيادة الحقيقية تكمن في الاهتمام بالإنسان أينما كان.
كان المشهد داخل المستشفى الإقليمي لبنسليمان لافتًا للنظر، حيث ظهر السيد هشام العلوي وهو ينتظر دوره كأي مواطن عادي أمام صندوق المستشفى. لكن المفاجأة كانت عندما تبين أن هذا المسؤول الإقليمي لم يكن هناك لقضاء مصلحة شخصية، بل كان في مهمة إنسانية نبيلة تتمثل في مساندة أحد عمال الإنعاش الوطني المصاب بمرض “السياتيك”، والذي يعاني من آلام مبرحة حالت دون قدرته على متابعة عمله بشكل طبيعي.
ووفقًا لشهود عيان، فإن السيد هشام العلوي كان يتفقد أشغال العمال عندما لفت انتباهه عامل يبدو عليه التعب والألم. وعند سؤاله، أكد العامل أنه يعاني من مرض “السياتيك”، وهو ما دفع المندوب الإقليمي إلى التحرك فورًا لنقله إلى المستشفى الإقليمي برفقة أحد الموظفين، السيد مروان، المعروف بتفانيه في العمل. ولم يفارق المسؤولان العامل المريض حتى تمت متابعته طبياً وتأكدوا من حصوله على الرعاية اللازمة.
هذه اللفتة الإنسانية من السيد هشام العلوي لم تكن مجرد عمل عابر، بل كانت رسالة قوية تؤكد أن المسؤول الحقيقي هو الذي يضع الإنسان في قلب أولوياته. فبدلًا من الاكتفاء بإصدار الأوامر من مكتبه، اختار السيد هشام العلوي أن يكون على الأرض، يشارك العاملين معاناتهم ويقف إلى جانبهم في أوقات الشدة.
هذا النموذج من القيادة الإنسانية يذكرنا بأن المسؤولية ليست مجرد منصب، بل هي أمانة وواجب تجاه المجتمع. فتحية للسيد سيدي هشام العلوي على هذه الالتفاتة النبيلة، وتحية لكل مسؤول يضع الإنسان في مقدمة اهتماماته، ويعامل موظفيه وعماله كجزء لا يتجزأ من عائلته.
ففي زمن أصبحت فيه الصورة العامة للمسؤولين مرتبطة بالبروتوكولات والامتيازات، يأتي السيد سيدي هشام العلوي ليعيد تعريف معنى المسؤولية من خلال أفعاله، مذكرًا الجميع بأن القيادة الحقيقية تبدأ من القلب وتنتهي عند خدمة الإنسان.