المصطفى الجوي – موطني نيوز
في ظل التحديات الصحية التي تواجه العديد من المناطق في المغرب، تبرز أزمة النقص في الموارد البشرية الطبية كواحدة من أبرز المعضلات التي تؤثر بشكل مباشر على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. ومن بين هذه المناطق، يعاني إقليم بنسليمان من نقص حاد في الأطباء المتخصصين، خاصة في مجال التخدير والإنعاش، مما أدى إلى توقف مؤقت لخدمات الجراحة في المستشفى الإقليمي.
في رسالة موجهة إلى رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسلط الرفيق سعيد فراج، رئيس لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة بجماعة برزنيقة، الضوء على هذه الأزمة التي تؤثر على أكثر من 279,517 نسمة يغطيها المستشفى الإقليمي. ويشير فراج إلى أن غياب طبيب التخدير والإنعاش أدى إلى تعطيل العمليات الجراحية الضرورية، مما أجبر المرضى على تحمل تكاليف التنقل خارج الإقليم للحصول على العلاج.
هذه الأزمة ليست مجرد نقص في الموارد البشرية، بل هي قضية تتعلق بحقوق المواطنين في الحصول على خدمات صحية ذات جودة. فغياب طبيب واحد في تخصص حيوي مثل التخدير والإنعاش يؤثر سلبًا على قدرة المستشفى على تقديم الخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناة المرضى ويخلق حالة من الاستياء والغضب بين السكان.
لحل هذه الأزمة، يتطلب الأمر تدخلًا عاجلاً من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية. يجب على الوزارة أن تضع خططًا استراتيجية لتوفير الكوادر الطبية اللازمة في المناطق التي تعاني من نقص حاد، مع التركيز على التخصصات النادرة والحيوية. كما ينبغي تعزيز التعاون بين الجهات المحلية والمركزية لضمان توزيع عادل للموارد الطبية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للوزارة أن تعمل على تحفيز الأطباء للعمل في المناطق النائية وتلك التي تعاني الخصاص من خلال تقديم حوافز مالية واجتماعية، وتسهيل ظروف العمل والإقامة. كما أن تعزيز برامج التدريب والتأهيل للكوادر الطبية المحلية يمكن أن يساهم في سد الفجوة على المدى الطويل.
وبالتالي فإن أزمة النقص في الموارد الطبية بإقليم بنسليمان هي قضية تتطلب حلولاً عاجلة ومستدامة. إن توفير الخدمات الصحية الجيدة ليس فقط مسؤولية حكومية، بل هو حق أساسي للمواطنين. ومن خلال التعاون بين جميع الأطراف المعنية، يمكن تحقيق تحسين ملموس في جودة الخدمات الصحية وتخفيف معاناة السكان.