المصطفى الجوي – موطني نيوز
في خضم التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية، تتجلى أمامنا صورة معقدة تستدعي التحليل المتأني بعيداً عن العواطف والانفعالات. فالمشهد اليوم يكشف عن تحولات عميقة في المعادلة السياسية السورية، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على المنطقة بأسرها.
إن ردود الفعل المتباينة التي ظهرت تعكس حالة الاستقطاب العميق في المنطقة العربية حول الملف السوري. فبين احتفالات الجالية السورية في العالم، وتصريحات السياسيين والبرلمانيين في العالم المنددة، نرى انقساماً واضحاً في تقييم المشهد وتداعياته.
وتثير تصريحات رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي عن استعداده للتسليم والحفاظ على مؤسسات الدولة تساؤلات جوهرية حول طبيعة المرحلة الانتقالية المقبلة. فالتحدي الأكبر يكمن في كيفية الحفاظ على هيكل الدولة ومؤسساتها مع ضمان انتقال سلس للسلطة يجنب البلاد مزيداً من الفوضى والاضطراب، كما يحدث الآن.
إن المخاوف التي عبر عنها بعض المحللين والسياسيين من احتمال تكرار سيناريوهات العنف والفوضى تستند إلى تجارب تاريخية مريرة في المنطقة. لكن الفارق الجوهري اليوم يكمن في وجود اتفاق دولي وإقليمي يبدو أنه يسعى لتجنب الفراغ السياسي والأمني.
والمرحلة المقبلة تتطلب حكمة استثنائية من جميع الأطراف المعنية، وتغليب المصلحة الوطنية السورية على أي اعتبارات أخرى. فسوريا ليست مجرد دولة عربية، بل هي محور أساسي في استقرار المنطقة بأكملها.
والتحدي الأكبر الآن هو كيفية بناء توافق وطني سوري يضمن وحدة البلاد وسيادتها، مع تجنب الانزلاق نحو صراعات جديدة أو تدخلات خارجية قد تعصف بما تبقى من مقومات الدولة السورية.
من جهتي وفي رأيي الشخصي المتواضع اقول للمعارضة السورية المدعومة من أمريكا وإسرائيل : “بشار الأسد غادر دمشق إلي جهة غير معلومة، الإرهابيون سيطروا علي دمشق، الآن بدأت الفوضي في سوريا ، ومنها إلي بقية العالم العربي، إنتظروا أبو محمد الجولاني..إنتظروا الانتقام وبوادر الحرب الأهلية..انتظروا هيمنة الصهاينة والمتصهينين علي القرار السوري..لا تسعدوا كثيرا بسقوط بشار”.
فسبحان مغير الأحوال..أبو محمد الجولاني تلميذ الإرهابي أبومصعب الزرقاوي، وخادم الإرهابي أبوبكر البغدادي أمير تنظيم داعش، والذي إنشق عليه وأصبح تابعا لتنظيم القاعده وأعلن الولاء والطاعه للإرهابي أيمن الظواهري، هذا الإرهابي الذي إستعبد النساء وقتل الشيوخ والأطفال يسيطر الآن على سوريا.
فبعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، أصبح السؤال المطروح..وماذا بعد؟..بداية كل التوقعات تشير أن هناك إتفاقا دوليا وإقليميا علي تولي الإرهابي أبو محمد الجولاني (الداعشي) مهمة تولي الإدارة الفعليه للأوضاع في سوريا، وأن الإستعدادات تجري لإستقباله في دمشق، خاصة بعد أن اتخذت واشنطن قرارا غير معلن باسقاط كافة الاتهامات الموجهة إليه، ومنح من يدلي بمعلومات تؤدي إلي القبض عليه 10 مليون دولار، باعتباره من أخطر الإرهابيين في العالم.
فسيناريو ما بعد اقتحامات للسجون ومقار أمن الدولة والنهب والسلب يتكرر في سوريا، الفوضي تسود في سوريا. انتظروا السيناريو الأخطر.