المصطفى الجوي – موطني نيوز
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية يوم أمس عن إرسال بطاريات دفاع جوي صاروخية من منظومة “ثاد” إلى إسرائيل، إلى جانب فريق من القوات اللازمة لتشغيلها، مشيرة إلى أن مزيدا من العسكريين الأمريكيين سيتم إرسالهم خلال الأيام المقبلة. يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، مما يثير التساؤلات حول التوقيت والدوافع وراء هذه التحركات العسكرية، ومدى ارتباطها بضربة إسرائيلية محتملة على إيران.
منظومة “ثاد” هي واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في العالم، قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية. تركيب هذه المنظومة في إسرائيل يعكس تطوراً نوعياً في القدرات الدفاعية للدولة، ويعزز من جاهزيتها للتصدي لأي تهديدات صاروخية قد تنجم عن تصعيد عسكري مع إيران. هذا التحرك يضع إسرائيل في موقف دفاعي قوي، يتيح لها المناورة بشكل أكثر أماناً في حال قررت توجيه ضربة استباقية إلى المنشآت النووية الإيرانية.
تظل الأسئلة قائمة حول الموعد المحدد الذي قد تشن فيه إسرائيل ضربتها على إيران، خاصة بعد اكتمال تثبيت منصات “ثاد” وجاهزيتها. هناك عدة عوامل تؤثر في اتخاذ هذا القرار:
1. التوقيت السياسي والدبلوماسي: غالباً ما يتزامن اتخاذ قرارات عسكرية كهذه مع ظروف سياسية ودبلوماسية مواتية. قد تنتظر إسرائيل لحظة ضعف أو انشغال دولي بإشكالات أخرى لتجنب ردود فعل دولية واسعة.
2. الجاهزية العسكرية: لن تتحرك إسرائيل إلا بعد التأكد من جاهزية كاملة ليس فقط لمنظومة “ثاد” بل أيضاً لكافة عناصر القوات الجوية والبرية والبحرية، لضمان تنفيذ ضربة ناجحة وتجنب ردود فعل انتقامية مؤثرة.
3. الدعم الأمريكي: يشير إرسال بطارية “ثاد” والقوات الأمريكية إلى دعم لوجستي وسياسي من الولايات المتحدة، مما يعزز من احتمالية توجيه ضربة إسرائيلية في ظل هذا الدعم الواضح.
الضربة الإسرائيلية المتوقعة على إيران لن تكون مجرد حدث عسكري، بل ستفتح أبواباً لتداعيات جيوسياسية وعسكرية واقتصادية على مستوى المنطقة والعالم. قد تؤدي هذه الضربة إلى تصعيد كبير في منطقة الخليج، مما قد يعرض الملاحة الدولية وموارد الطاقة لمخاطر كبيرة. كما قد تدفع إيران إلى اتخاذ إجراءات انتقامية ضد إسرائيل وحلفائها، مما سيشعل صراعات جديدة قد يصعب احتواؤها.
إن إعلان يوم أمس من وزارة الدفاع الأمريكية بشأن إرسال بطارية دفاع جوي “ثاد” إلى إسرائيل يعزز من جاهزية إسرائيل لأي مواجهات مستقبلية محتملة مع إيران. وبينما تتزايد التوترات والتحركات العسكرية في المنطقة، يبقى الموعد الحقيقي لضربة إسرائيلية على إيران رهيناً بعدة عوامل متداخلة ومعقدة. ومع استمرار الترقب الدولي، تبقى الخيارات مفتوحة، والحذر سيد الموقف في مسرح الأحداث الشرق أوسطي.
لكن توقيت الضربة الحقيقي له إرتباط بتثبيت المهندسين العسكريين الأمريكيين لمنظومة صواريخ “ثاد” حتى يتمكنوا من حماية الاهداف الاسرائيلية الحساسة من الصواريخ البالستية الايرانية.