المصطفي الجوي – موطني نيوز
في خطوة مثيرة للجدل، ستناقش جماعة عين تيزغة في إقليم بنسليمان طلباً للترخيص بالاحتلال المؤقت للملك الغابوي، تقدمت به شركة “BENS LUXRY LODGE LOUNGE sarl” لإنشاء مشروع سياحي إيكولوجي. يأتي هذا الطلب ضمن جدول أعمال دورة أكتوبر 2024 للمجلس الجماعي، مما أثار تساؤلات عديدة حول جدوى وملاءمة المشروع للبيئة المحيطة.
ويهدف المشروع إلى إنشاء مأوى إيكولوجي في قلب الغابة، مع تمديد خط كهربائي وقناة للماء. ورغم الطابع البيئي المزعوم للمشروع، إلا أن موقعه يثير استغراباً كبيراً، حيث يقع وسط ثلاثة مقالع للحجارة، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول مدى توافقه مع مفهوم السياحة البيئية.
ويبرز السؤال الأهم : كيف يمكن لمشروع سياحي أن ينجح في بيئة تعج بالغبار والضوضاء الناتجة عن أعمال المقالع المجاورة؟ هذا التناقض الصارخ بين الهدف المعلن للمشروع وواقع البيئة المحيطة يدفع إلى التساؤل عن الجهات الداعمة لهذا المشروع وأهدافها الحقيقية.
كما يثير المشروع تساؤلات حول موقف وزارة السياحة من هذه المبادرة، وما إذا كانت قد أجرت دراسات جدوى وتقييمات بيئية قبل النظر في الترخيص. إن غياب الشفافية في هذا الصدد يزيد من حدة الجدل المحيط بالمشروع.
وفي ظل هذه المعطيات، يتوجه نداء إلى كل من السيد عامل إقليم بنسليمان والسيد رئيس جماعة عين تيزغة لتوخي الحذر والتأني قبل منح أي ترخيص لهذا المشروع. فالموازنة بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة تتطلب دراسة متأنية وشاملة لكافة الجوانب، بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة التي تراعي مصالح الجميع.
ليبقى السؤال مطروحاً : هل يمكن حقاً اعتبار هذا المشروع “إيكولوجياً” في ظل الظروف المحيطة به؟ وهل سيكون قادراً على تحقيق أهدافه السياحية والبيئية المعلنة؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب مزيداً من الشفافية والحوار المجتمعي، لضمان اتخاذ القرار الأنسب لمستقبل المنطقة وبيئتها.