المصطفي الجوي – موطني نيوز
شهد المغرب يوم أمس الأحد 22 شتنبر 2024، وداع شخصية سياسية بارزة، حيث تم تشييع جنازة محمد خليدي، الأمين العام لحزب “النهضة والفضيلة” ومؤسسه، في مقبرة الشهداء بالرباط. توفي خليدي يوم السبت 21 سبتمبر 2024 عن عمر يناهز 86 عامًا في منزله بمدينة سلا الجديدة بعد صراع طويل مع المرض.
عُرف خليدي بدوره البارز في المشهد السياسي المغربي، وخاصة بمساهمته في “المصالحة مع التيار السلفي”. كان من أوائل من بادروا إلى إدماج هذا التيار في العمل السياسي والحزبي بالمملكة عام 2013، حيث منح سلفيون مناصب قيادية في حزبه، على رأسهم السلفي البارز سابقًا محمد عبد الوهاب رفيقي.
بدأ مشواره السياسي في سن مبكرة، حيث انضم إلى الحركة الوطنية في مدينة وجدة، مدافعًا عن استقلال المغرب وسيادته. بعد الاستقلال، عمل في قطاع الشبيبة والرياضة لسنوات طويلة، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في علوم التربية والشباب. أسس عدة جمعيات ثقافية وتربوية وفنية على المستوى الوطني والدولي.
في مساره السياسي، ساهم خليدي في تأسيس حزب “العدالة والتنمية” وكان عضوًا في أمانته العامة حتى عام 2005، قبل أن يؤسس حزب “النهضة والفضيلة”. قاد مسلسل المصالحة بين الدولة ومعتقلي ما سمي بالسلفية الجهادية، مما أسفر عن إطلاق سراح عدد من رموز هذا التيار وإدماجهم في الحقل السياسي والنسيج الاجتماعي الوطني.
إلى جانب نشاطه السياسي، كان خليدي ناشطًا في المجال النقابي حيث أسس الاتحاد الوطني للشغل. كما عمل في مجال الصحافة كمدير نشر وتحرير لصحف مثل “المغرب العربي” و”العصر”. شغل أيضًا مناصب دولية كعضو في مجلس الشورى المغاربي وجمعيات الصداقة المغربية الروسية والصينية.
يُذكر أن خليدي خاض تجربة العمل البرلماني، حيث حصل على مقعد برلماني عن دائرة وجدة في الولاية البرلمانية لسنة 2002-2007.
وبرحيل محمد خليدي، يفقد المغرب شخصية سياسية فاعلة تركت بصمتها في مختلف المجالات، وساهمت بشكل كبير في تشكيل المشهد السياسي المعاصر للمملكة.