المصطفى الجوي – موطني نيوز
في خضم الضجيج الرقمي الذي يعصف بمنصات التواصل الاجتماعي، برزت مؤخراً موجة من الادعاءات الكاذبة والافتراءات الباطلة التي تستهدف شخصيات بارزة على الصعيد الوطني وفي إقليم بنسليمان. هذه الحملة المغرضة، التي تقودها صفحات مشبوهة مثل “تحدي” التي يديرها المدعو “جريندو”، تسعى جاهدة لتشويه سمعة رجالات الدولة والمستثمرين الوطنيين، متجاهلة أبسط قواعد المهنية والأخلاق.
لقد آن الأوان لنقف وقفة رجل واحد في وجه هذا السيل من الأكاذيب، ولنسلط الضوء على الحقائق التي يحاول البعض طمسها. فما يتم ترويجه عن السيد محمد ياسين المنصوري، مدير المديرية العامة للدراسات والمستندات (لادجيد)، والسيد سمير اليزيدي عامل إقليم بنسليمان، والبرلماني ورئيس جماعة المحمدية السيد هشام آيت منا، ليس سوى نسيج من الخيال وبنات أفكار عقول مريضة تتغذى بالحقد والضغينة.
دعونا نبدأ بقضية السيد محمد ياسين المنصوري. فعلاقته بإقليم بنسليمان، وتحديداً بجماعة عين تيزغة، تعود إلى الفترة ما بين 2005 و2007، أي خلال ولاية العامل محمد اعسيلة. والضيعة التي يمتلكها هي ثمرة جهده وكده، اشتراها بماله الخاص دون أي شبهة أو مخالفة. فأين المشكلة في أن يستثمر مواطن في وطنه؟ وهل أصبح النجاح في بلادنا تهمة يلاحق عليها الإنسان؟
أما الادعاءات الباطلة حول وجود علاقة مشبوهة بين السيد سمير اليزيدي والسيد هشام آيت منا، فهي لا تعدو كونها محض هراء وافتراء. فالمقلع الذي يملكه السيد هشام آيت منا هو إرث شرعي من والده المرحوم، الذي اشتراه بعرق جبينه من مستثمرين إيطاليين عام 1982. وللتذكير، فإن السيد اليزيدي كان آنذاك طالباً في العشرين من عمره. فهل يعقل أن يكون لشاب في مقتبل العمر يد في صفقات عقارية كبرى؟ إن العقل والمنطق ليرفضان مثل هذه الاتهامات الواهية. أما بخصوص امتلاك وادارة حرم عامل إقليم بنسليمان لمحل بيع الشكولا، الا يعلم صاحب الصفحة أو من زوده بالمعلومة ان السيدة مصابة بمرض عضال وطريحة الفراش بالاضافة الى انها تعالج خارج ارض الوطن؟!!!.
وفيما يخص الادعاء بتفويت 67 هكتاراً من الأملاك الغابوية في جماعة عين تيزغة، فإنه لمن المضحك المبكي أن يتم ترويج مثل هذه الأكاذيب. فالحقيقة التي يعرفها القاصي والداني هي أن الجماعة لم تعد تمتلك هذه المساحة الشاسعة في الأصل. فكيف يمكن تفويت ما لا يُملك؟
إن هذه الحملة المسعورة من الاتهامات الباطلة والادعاءات الكاذبة تكشف بجلاء عن وجود أياد خفية وأجندات مشبوهة تسعى لزعزعة استقرار البلاد والإقليم وتقويض جهود التنمية فيه. هؤلاء الحاقدون، المدفوعون بغل دفين تجاه كل من يعمل بإخلاص لخدمة هذا الوطن، لا يتورعون عن استغلال منصات التواصل الاجتماعي لبث سمومهم ونشر أكاذيبهم.
ختاماً، فإنني أهيب بكل غيور على هذا الوطن، وبكل من يحمل قلماً أو يملك منبراً، أن يقف سداً منيعاً في وجه هذه الحملات المغرضة. علينا جميعاً أن نتحلى بالمسؤولية والحكمة في التعامل مع المعلومات المتداولة، وأن نحرص على التحقق والتدقيق قبل نشر أي خبر أو معلومة. فالوطن أمانة في أعناقنا، وسمعة رجالاته المخلصين مسؤولية نحملها جميعاً.
كما اننا نعيش في دولة الحق والقانون ودولة مؤسسات وكما يقول المثل الشعبي “لي فرط يكرط” ولا اعتقد ان اجهزت الدولة نائمة والدليل الكم الهائل ممن يوجدون خلف القضبان بسبب تهم الفساد. ولسنا في حاجة لمن يكشف لنا عن الفساد.
وعليه لنكن يداً واحدة في مواجهة الفتنة، ولنعمل معاً من أجل بناء مغرب قوي، مزدهر، يسوده العدل والحق، ويعلو فيه صوت الحقيقة فوق كل صوت. أما الاصوات النشاز التي تريد المس بامن واستقرار البلاد فإني اذكركم بقوله تعالى في سورة لقمان الآية 19، بسم الله الرحمن الرحيم (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) صدق الله العظيم.