المصطفى الجوي – موطني نيوز
في تطور لافت على الساحة الفلسطينية، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اختيار يحيى السنوار خلفًا لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران الأربعاء الماضي. هذا القرار أثار ردود فعل متباينة، خاصة في الأوساط الإسرائيلية.
وصفت هيئة البث الإسرائيلية تعيين السنوار بأنه “مفاجئ”، معتبرة إياه رسالة قوية من حماس تؤكد استمرارية قيادتها في غزة. وفي السياق ذاته، قال محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، آفي يسخاروف، إن حماس اختارت “أخطر شخص لقيادتها”، مشيرًا إلى دور السنوار المزعوم في تخطيط عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من جهته، اتخذ وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، موقفًا متشددًا، قائلًا إن تعيين السنوار يعد “سببًا آخر للقضاء عليه ومحو ذاكرة هذه المنظمة من على وجه الأرض”. وفي المقابل، وصف المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحم هذا الاختيار بأنه انتصار لإيران.
على الصعيد الإنساني، طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى حماس بوقف التفاوض مع الحركة حتى تعلن موافقتها على إطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة. واعتبروا أن بقاء السنوار على قيد الحياة يمثل مشكلة بحد ذاتها.
يحيى السنوار، البالغ من العمر 62 عامًا، له تاريخ طويل من النضال والاعتقال. فقد اعتقل لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي، وتعرض للاعتقال مرات عديدة بعد ذلك. في عام 1988، حُكم عليه بأربعة مؤبدات (426 عامًا) بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين.
خلال فترة اعتقاله الطويلة، تولى السنوار قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون، وساهم في إدارة المواجهات مع إدارة السجون من خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام. كما تعرض لمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك عملية جراحية في الدماغ.
أُطلق سراح السنوار عام 2011 ضمن صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم “وفاء الأحرار”. بعد خروجه من السجن، سرعان ما تبوأ مناصب قيادية في حماس، حيث انتُخب عضوًا في المكتب السياسي للحركة عام 2012، وتولى مسؤولية التنسيق بين الجناحين السياسي والعسكري.
لعب السنوار دورًا محوريًا في إدارة المواجهات مع إسرائيل، خاصة خلال العدوان على غزة عام 2014. كما تولى ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس عام 2015، وقاد المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الإسرائيلي.
في ظل هذه التطورات، يبقى المشهد السياسي في المنطقة متوترًا ومعقدًا. فتعيين السنوار يمثل تحديًا جديدًا للعلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية، ويثير تساؤلات حول مستقبل المفاوضات وإمكانية التوصل إلى حل سلمي للصراع القائم.