المصطفى الجوي – موطني نيوز
في مشهد يثير الغضب والاستياء، يستمر مسلسل الفشل والتخبط في إدارة المرافق العمومية بمدينة بنسليمان، حيث يتجلى سوء التدبير وإهدار المال العام بشكل صارخ في مشروع إعادة بناء المسبح البلدي.
فبعد خمس سنوات من إطلاق المشروع الذي كان من المفترض أن يكتمل في غضون ستة أشهر فقط، ما زال المسبح البلدي شاهداً على الفساد الإداري والمالي الذي ينخر جسد المدينة. فقد تحول ما كان يفترض أن يكون مرفقاً ترفيهياً للمواطنين إلى ثقب أسود يبتلع الملايين دون حسيب أو رقيب.
بدأت القصة عام 2019 بميزانية قدرها 6 ملايين درهم، وكان من المقرر افتتاح المسبح في صيف نفس العام. لكن ها نحن في صيف 2024، والمشروع لم يكتمل بعد، بل زاد الطين بلة بتخصيص مبالغ إضافية وصلت إلى 30 مليون سنتيم، في خطوة تثير الشكوك حول وجود تلاعبات مالية وإدارية خطيرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح : أين ذهبت هذه الأموال الطائلة؟ وكيف يمكن تبرير هذه الزيادة الهائلة في التكلفة لأعمال لا ترقى للمستوى المطلوب؟ هل يعقل أن يكلف تبليط رصيف كل هذه الملايين؟
إن هذا الوضع المخزي يكشف عن غياب تام للرقابة والمحاسبة، ويفضح حجم الفساد المستشري في إدارة الشأن المحلي. فمن المسؤول عن هذا العبث؟ ومن يحاسب المتورطين في هذا الهدر المالي الفاضح؟
إن الصمت عن هذه الممارسات لم يعد مقبولاً، ويجب على الجهات الرقابية والقضائية التحرك فوراً لفتح تحقيق شامل في هذا الملف، ومحاسبة كل المتورطين في هذا الفساد الذي ينخر جسد المدينة.
إن أهالي بنسليمان يستحقون إجابات واضحة وشفافة عن مصير أموالهم، وعن سبب هذا التأخير غير المبرر في إنجاز مشروع كان من المفترض أن يكون متنفساً لهم ولأبنائهم.
لقد حان الوقت لوضع حد لهذا العبث وإعادة الاعتبار للمال العام ولكرامة المواطن. فهل من مجيب؟