المصطفى الجوي – موطني نيوز
في وقت أكد فيه رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران أنه في “حرب مع التماسيح والعفاريت”، يبدو أن هذه الحرب لا تزال مستمرة اليوم في مواجهة الفساد والفوضى التي تعصف ببعض المدن المغربية.
في مدينة بوزنيقة، تلقى موطني نيوز شكاية موقعة من ثلاثة مستشارين جماعيين، أرسلت عبر مفوض قضائي إلى باشا بوزنيقة، تفيد بوجود كشك عشوائي. وفي محاولة للتحقق من الشكوى، انتقل طاقم موطني نيوز إلى موقع الكشك المذكور، لتكتشف واقعًا مختلفًا تمامًا.
فبدلاً من كشك تجاري صغير كما ورد في الشكاية، اصطدمت موطني نيوز بحي صفيحي كامل، يمتد على مساحة تقدر بحوالي 700 متر مربع، في منطقة أولاد عمارة 1 ببوزنيقة. وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون والنظام العام.
ورغم محاولات الاتصال بالسلطات المحلية لمعرفة ردها على هذا الوضع، إلا أن جهودنا باءت بالفشل، إذ لم نتمكن من الوصول إلى المسؤولين المعنيين، بما في ذلك باشا المدينة.
وتثير هذه الواقعة تساؤلات جدية حول مدى التزام السلطات المحلية بحماية الأملاك العامة وضمان احترام القانون، خاصة في ظل تحول هذا “الكشك” إلى حي صفيحي كامل تحت أنظار الجميع وفي مقدمتهم باشا المدينة المفروض فيه حماية الاملاك المخزنية.
كما تطرح أسئلة حول مدى المساواة بين المواطنين أمام القانون وتكافؤ الفرص، إذ يبدو أن هناك من يتمتع بامتيازات غير مشروعة على حساب الآخرين. وصاحب هذا الكشك نموذجا.
لهذا، لا يسعنا إلا التأكيد على ضرورة تحرك السلطات المحلية بشكل عاجل لمعالجة هذا الوضع، وإعادة الأمور إلى نصابها القانوني، حتى لا تنشأ مزيد من الفوضى والاستهتار بسيادة القانون، وتعزيز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.
ومن يحمي مثل هذه الفوضى وغيرها كمن يلعب بالنار أو السابح في المياه العكرة، لأن التساهل مع الفساد والمفسدين يكون إما عن جهل أو متواطأ مع المفسدين.
إن من يقوم بجولة بسيطة بهذه المدينة الصغيرة و بشوارعها سيلاحظ بسرعة أن فوضى احتلال الملك العمومي بطريقة بشعة هي السائدة والمنتشرة بجميع أرجاءها و شوارعها و أزقتها ، فكل من رخصت له الجماعة ببضع أمتار مربعة يجدها ذريعة للاستيلاء على العشرات بل و حتى المئات منها ، هذا مقهى يستولي على المساحة التي أمامه لا يحده إلا الرصيف ، هذا متجر يضاعف مساحة متجره خارجه ، هذا بائع مواد البناء ( الذين تناسلوا كالفطر) يحتل حتى الشارع العام و البقع الأرضية و الساحات المجاورة لمتجره …الخ… كل هذه الفوضى و بالرغم من الشكايات الشفوية و المكتوبة للسكان المتضررين تضع السلطات المحلية سدادات حديدية في آذانها معلنة لك بذلك : إذهب إلى الجحيم أو انتحر فأنا لن أتدخل ! إنها مدينة بوزنيقة التي تستقطب مختلف المواطنين من جميع أرجاء المغرب الحبيب.