عبد الله رحيوي – موطني نيوز
عاش صرح المدارس العلمية الشامخ مساء يوم الجمعة 10 ماي على إيقاع حفل متميز أقيم على شرف الفائزين بالمراتب الأولى إقليميا وجهويا في المسابقة التي نظمتها الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الفرنسية تحت رعاية المركز الثقافي الفرنسي بالمغرب ، تحت إشراف من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة ، بعد المراتب التي حصدها فريق من تلميذات و تلاميذ مؤسسة المدارس العلمية بتمارة بعمالة الصخيرات تمارة والتي يمكن تفصيلها كالتالي :
– المرتبة الأولى جهويا في المسرح بعد المشاركة بعمل رائد تحت عنوان : “ارتتاج الصمت ” الذي لخص معاناة سكان الحوز من جراء الزلزال الذي فجع المغاربة قاطبة.
– المرتبة الأولى جهويا في الحكي اختير له موضوع متميز يجسد معاناة الفلسطينين تحت
وطأة الاحتلال الغاشم .
– المرتبة الأولى إقليميا في الإملاء .
و إن دل هذا الحصاد الوافر على شيء ، فإنما يدل على حرص أساتذة اللغة الفرنسية بالمدارسِ العلمية تمارة ، شأن باقي الأطر التربوية على اعتماد الخطط المثمرة التي تَتَغَيّى تمهير المتعلمات والمتعلمين أثناء ممارستهم الصفية وكذلك في أنشطتهم الموازية التي تعتبر إمتدادا للروافد التعليمية . حيث افتتح الحفل بأيات بينات من الذكر الحكيم تلاها ترديد النشيد الوطني .
و لعل الحروف تتوقف وتسكن أمام تلك العروض الشيقة، التي تضمر أسرارا من عالم التدبير الإداري المحكم ، و التأطير التربوي السليم ، مما يجعل من فضاء المدارس العلمية تمارة مشتلا خصبا تتفتق فيه المواهب وتتفجر منه الطاقات الواعدة ، لتنمو ، وتنضج و تثمر وتفوح بعطر الإبداع، و تزكم أنوف الحاضرين بمسك الفن و عنبر التألق …
فقرات متنوعة بُذِلت فيها مجهودات جبارة ، بهدف تعبيد الطريق أمام المتعلمين والمتعلمات لتلقي نوع خاص من التعليم مَيَّزَ المدارس العلمية عن غيرها من المؤسسات ، نوع يخضع لمواصفات الجودة العالية التي دأبت على إرسائها و تحرص على الاستمرارية في دربها.
وأقل ما يمكن أن يقال أن هذا النشاط متميز تأكد معه من جديد ، أن رسم معالم مستقبل المتعلمين والمتعلمات الدراسي، وتفوقهم في مجال التواصل ، و بناء الشخصية بناء صحيحا يتأتى بالتحرر من الطرق الديداكتيكية المبتذلة ، التي تبقى حبيسة حجرات الدرس ، مع إثقال كاهل التلميذ بالمعارف دون ضوابط بنَّاءة ، متجددة ، منفتحة على اللغات بفضل جهود مؤطريهم مما يؤهلهم ليصبحوا سفراء لمؤسستهم و ممثلين لوطنهم تمثيلا مُشرِّفا .علاوة على ما يحققه هذا النوع من الأنشطة من الاستجابة إلى انتظارات الآباء و تطلعات الأمهات ..
شكلت هذه الأمسية الفرونكوفونية ، التي عرفت حضور شخصيات بارزة ومسؤولين من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين و أساتذة من جميع التخصصات ، وأطر إدارية مع حضور مكثف لأولياء الأمور ، أجواء جميلة طفحت بالرسائل التربوية الهادفة واللوحات الفنية المتنوعة شعرا ، نثرا و موسيقى ،هي غيض من فيض ما تقدمه الأطر التربوية الساهرة على العملية التعليمية في رحاب المدارس العلمية تمارة ، والتي تجسد النبل التربوي في أسمى معانيه ، و تؤكد مفاتيح التميز الذي نهله العلميون و العلميات من منبعهم الفياض ترجمته هذه المشاهد المبهرة و جعلت معها الأسر و المتتبعين للشأن التربوي يطمئنون على بذور سقتها الأطر التربوية بدمها ، و رعتها بمعاول الجدية، و الرغبة الجامحة في إتقان لغة موليير إتقانا مبهرا ، غمر القاعة بهتافات الحاضرين و تصفيقاتهم . كما عرفت الأمسية تتويج التلميذات و التلاميذ المنخرطين في هذه الأعمال بهدف تحفيزهم و إذكاء روح المنافسة الشريفة بينهم .
فهنيئا لكل الأسر التي أودعت فلذات أكبادها في أياد آمنة و جددت بحضورها ، ثقتها بالمؤسسة . والشكر موصول لكل الأيادي التي امتدت لإنجاح هذا العمل الرائع تحت قيادة المدير العام الحاج الفايق. في انتظار مزيد من العطاء المستفيض.