المصطفى الجوي – موطني نيوز
تشهد الساحة السياسية بإقليم بنسليمان تحركات واسعة النطاق، في ظل اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الجزئية. ويبرز على هذه الساحة اسم الحاج امبارك العافيري، رئيس جماعة المنصورية، الذي يتأهب للترشح على المقعد البرلماني الشاغر، معتمدا على دعم حلفائه من رؤساء الجماعات المجاورة (تحالف الميزان والحمامة).
لكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه هو : من سيخلف العافيري على رئاسة جماعة المنصورية في حال نجاحه في الانتخابات؟ هل سيكون هناك شاب واعد يتمتع بمقومات الحكامة الرشيدة؟ أم أن “مول الشكارة” بمعنى المقيم العام للإقليم سيكون صاحب الكلمة الفصل، في ظل غياب أي منافس جدي له؟ أم أن الكرسي لن يجلس عليه أحد الا بدعم من سلطة الوصاية؟
على غرار ما حدث في جماعة بوزنيقة، حيث حكم محمد كريمين لأكثر من ربع قرن، لا يبدو أن العافيري سيحطم هذا الرقم القياسي، خاصة وأنه حكم المنصورية لنفس المدة تقريبا، ما يعني أن ولايته الحالية قد تنتهي في 2024 (الدوام لله) ورياح التغيير ستضرب الاقليم. فلا يظهر أي اعتزال للسياسة في الوقت الراهن بسبب جادبية الكرسي التي تفوقت على جادبية نيوتن.
ويبقى السؤال الأكبر : ما هي المكاسب الحقيقية وراء هذا الترشح البرلماني؟ فالمدة المتبقية لا تتجاوز سنتين، وإجمالي ما سيتقاضاه العافيري كنائب في حالة نجاحه وسبنجح لن يتعدى 600 ألف درهم، في حين أن التكاليف المالية للحملة الانتخابية و “داك الشي” قد تصل إلى أكثر من 3 ملايين درهم بكثير!
هنا لابد من وضع النقاط على الحروف، وطرح السؤال بشكل مباشر: ما هي المصالح الشخصية والمكاسب غير المرئية التي تبرر صرف أكثر من 3 ملايين درهم مقابل 600 ألف درهم فقط؟ وهل هذا الترشح الذي سيكلف ملايين الدراهم سيخدم حقا المصلحة العامة في إقليم يعاني من مشاكل عديدة، كملف النقل الذي لم يجد له حلا إلى الآن؟
ولا اعتقد ان هناك شخص سوي ولبيب سيصرف ملايين الدراهم (400 مليون سنتيم) لاجل لقب السيد “النائب المحترم”، والاحترام تخلقه بأخلاقك وأعمالك التي تتحدث نيابة عندك وليس بالالعاب.
فالالقاب كثيرة ومتعددة كرئيس الجماعة، رئيس لجنة المالية بالجهة، رئيس مؤسسة التعاون، رئيس جمعية وفوق كل هذا وذاك لقب الحاج امبارك العافيري. ولا اعتقد أن لقب النائب البرلماني سيخلف فارقا اللهم ان كنتم تبحثون على شيء يغيب عن تحليلنا وتنفرد به.
في ظل هذه التساؤلات المشروعة، يبقى السؤال الأساسي قائما: من سيخلف العافيري على رئاسة جماعة المنصورية عندما يغيب عنها لينشغل بمهامه البرلمانية وسياساته الشخصية؟ أو لعذر قاهر أخر..أسئلة تستحق إجابات شافية من المعنيين قبل المضي قدما في هذا المسار.
لكي تصرف مبلغ كبير (400 مليون سنتيم) على حملة إنتخابية عابرة، من أجل الفتات (60 مليون سنتيم) فلابد أن تكون “عفريت” نيت.
المهم لفلوس موجودة والقفف الرمضانية سبقتها والله المستعان.