المصطفى الجوي – موطني نيوز
في سكون ليل مدينة بنسليمان البارد، تخترقه أصوات خطوات ثابتة ومنظمة، ليست لمتجولين عاديين، بل لفرقة أمنية خاصة اختارت أن تضرب بيد من حديد على أوكار الجريمة بأسلوب فريد من نوعه. تحت قيادة رجل الأمن المتميز “جمال”، عنصر الشرطة القضائية المشهود له بالكفاءة، انطلقت حملة تمشيطية واسعة النطاق لم تشهدها المدينة من قبل.
اللافت في هذه العملية النوعية أنها تمت سيراً على الأقدام، في تكتيك ميداني يهدف إلى مباغتة الخارجين عن القانون في أزقتهم ومعاقلهم التي ظنوا أنها آمنة. الفرقة، التي تتألف من حوالي ثمانية عناصر أمنية جلهم من ولاية أمن سطات، أظهرت تنسيقاً عالياً وانضباطاً كبيراً يعكس حرفية الأجهزة الأمنية.
عدسة “موطني نيوز” رصدت هذه التحركات الأمنية في أوجها على مستوى الحي الحسني، أحد الأحياء التي كانت ولا زالت تعتبر نقطة سوداء، حيث كانت الفرقة تجوب الشوارع والأزقة بعيون يقظة لا تغفل عن أي شاردة أو واردة. وبحسب المعطيات الأولية المتوفرة، فقد أثمرت هذه الجهود عن تنفيذ العديد من الاعتقالات في صفوف مروجي المخدرات والخمور، بالإضافة إلى إلقاء القبض على عدد من المطلوبين للعدالة على ذمة قضايا مختلفة.
هذه العملية الجريئة لم تكن لتكلل بالنجاح لولا الإشراف المباشر والتوجيهات السديدة من السيد فؤاد العرج، رئيس المنطقة الإقليمية لأمن بنسليمان، الذي يواصل تأكيد رؤيته لتجويد الخدمات الأمنية وتقريبها من المواطنين. والسيد سعيد الطالبي رئيس الشرطة القضائية ونائبيهما، إن هذه المجهودات الجبارة التي تبذلها عناصر الأمن الوطني، كل باسمه وصفته، تستحق كل التقدير والإشادة، فهي تبعث برسالة طمأنة قوية لساكنة بنسليمان وتؤكد أن لا مكان آمناً للمجرمين على أرض هذا الوطن.